حلويات الشام، تلك التحفة الفنية التي تجمع بين النكهات الشرقية التقليدية والفخامة العصرية، هي جزء أساسي من التراث الثقافي السوري. هذه الحلوى ليست مجرد طعام شهي؛ إنها قصة تاريخية وتقاليد عريقة تعكس جوانب كثيرة من الحياة اليومية للشعب العربي.
تبدأ رحلتنا إلى قلب عالم حلويات الشام مع "القطايف"، وهو نوع شهير من الحلويات يتم تحضيره عادة خلال شهر رمضان المبارك. تُصنع القطايف من مزيج خاص من الدقيق والسكر والماء، ثم تُقلى حتى تصبح ذهبية اللون. بعد ذلك، تُحشى بمكسرات مثل الجوز أو الفستق وأحياناً القشطة قبل تقديمها مغلفة بالقطر المحلى.
ثم هناك "محلبية" الشام، والتي تعتبر واحدة من أشهر أنواع الحلويات الشهية. تتكون من طبقات رقيقة جداً من المعجنات التي يتم تغطيتها بحليب محلى وممزوج بالبازلاء الخضراء المسحوقة، مما يعطي لها طعم فريداً ولون أخضر جذاب.
وفي قائمة حلويات الشام أيضًا نجد "الكنافة"، وهي حلوى مشهورة بشكل واسع عبر العالم العربي. تشتهر الكنافة بكريمة الأجبان الغنية والمغطاة بنشاينة القشطة الناعمة ومزينة بالمكسرات المفرومة. وفي بعض المناطق، قد تجد كنافة بلدي أكثر بساطة وغير مملوءة بالعسل ولكن فقط المغطاة بطبقة خفيفة منه.
بالإضافة لهذه الأنواع، لدينا أيضاً عشرات الابتكارات الحديثة التي ظهرت مؤخراً تحت مظلة حلويات الشام. فمن الكيك والحلوى الباردة إلى البسكوت والكوكيز المختلفة، كل منها يحمل بصمة تقليد حلويات الشام القديم ولكنه يستخدم طرق جديدة للتقديم والتطور الغذائي الحديث.
هذه الحلويات ليست مجرد وجبات خفيفة لذيذة؛ فهي مرآة لعادات شعب كامل، رمز للحنان والعطاء، وركن أساس من فن الطهي العربي القديم. عند تناول قطعة من هذه الحلويات، نتذوق ليس فقط النكهة، ولكن التاريخ والثقافة والأمل كذلك.