- صاحب المنشور: أسماء اللمتوني
ملخص النقاش:
التكنولوجيا الحديثة أثرت بشكل عميق ومتنوع على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية. هذه الآثار تشمل كيفية تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض، طريقة تنظيم الأنشطة المجتمعية، وكيفية توصيل الرسائل والقيم داخل المجتمع. بينما تقدم التكنولوجيا العديد من الفرص والإيجابيات، إلا أنها تجلب أيضًا مجموعة من التحديات التي تحتاج إلى التعامل معها بكفاءة.
من الجوانب الإيجابية، سهلت التكنولوجيا التواصل بين الناس بغض النظر عن المسافات الجغرافية. أدوات مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمؤتمرات المرئية جعلت الاتصال الفوري أكثر كفاءة وأقل تكلفة. كما ساعدت في توسيع نطاق الدعم والمساعدة للفعاليات الخيرية والبرامج التعليمية وغيرها من المشاريع الاجتماعية.
ومع ذلك، فإن لهذه الثورة التكنولوجية جانباً سلبي أيضاً يتعلق بالخصوصية والأمان. البيانات الشخصية عرضة للاختراق والاستخدام الخاطئ عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الافتتان بالتكنولوجيا إلى عزلة اجتماعية حيث ينغمس الأشخاص أكثر في عالم رقمي أقل اتصالاً بالعالم الحقيقي.
بالإضافة لذلك، هناك تأثير اقتصادي واجتماعي كبير يتمثل في التحول نحو الاقتصاد الرقمي الذي يلغي الوظائف التقليدية ويغير الطبيعة نفسها للأعمال التجارية والتجارة المحلية. هذا التحول يمكن أن يزيد من عدم المساواة الاجتماعية إذا لم يكن هناك خطط انتقال مناسبة ومبادرات تدريبية للمتعطلين عن العمل.
في المجال الثقافي، تعمل التكنولوجيا على تغيير الطريقة التي نقدر بها الفن والثقافة والحفاظ عليها. يعد الشكل الرقمي للتراث الثقافي مصدر قلق دائم بشأن الاستدامة وضياع الهوية الأصيلة للعادات والتقاليد المرتبطة بهذه القطع الفنية والمعمار القديمة وما شابه.
ومن أجل تحقيق أفضل استفادة ممكنة من قوة التكنولوجيا في تحسين الوضع الاجتماعي، يجب اتخاذ عدة إجراءات. أولاً، تعزيز الوعي العام حول السلامة الأمن السيبراني وأن يستخدم الجميع ملحقات حماية خصوصية المعلومات الإلكترونية لاحترام حق كل فرد بحقوق خاصة محفوظة له قانونياً. ثانياً، دعم البرامج الحكومية والجمعيات المدنية المتخصصة بتقديم التدريب المهني المستمر لتأهيل العاطلين لأحدث الأسواق العمالية وبناء مهارات جديدة تناسب متطلباتها. أخيرا وليس آخراً، باید یكون هنالك مشاركة مجتمعية فعالة في حفظ وصيانة التراث الثقافي باستخدام تكنولوجيا رقميه بطرق مبتكرة محترمة للهويات المختلفة للحضارات البشرية المختلفة منذ القدم حتى حاضرنا المعاصر.
هذه هي بعض العناصر الرئيسية لفهم العلاقات المركبة المعقدة بين العالمين الفيزيائي والافتراضي وكيف تؤثر كل منهما علي الآخر ضمن منظومة شاملّة تتداخل عناصرها بشدة فيما بينها؛ مما يجعل فهم تلك العلاقة مهمّا للغاية لصنع السياسات العامة الناجحة مستقبلاً والتي تستغل فوائد التجربة الإنسانية اليوم عبر استخدام أدوات معرفتنا المكتسبة حديثًا بأفضل شكلٍ ممكن خدمة لرقي حال الإنسان وراحته النفسية والجسدية كذلك بإذن الله تعالى أثناء سعيه لتحقيق مصالح ذات طابع روحي خالص مرتبط ارتباط وثيق برموزه الروحية الخاصة بكل قبيلة أو دولة أو دين مسلمين كانوا أم غير مؤمنين أصلا!