تراث النكهات اللبنانية: قصة كعكة ليالي بيروت الشهيرة

التعليقات · 4 مشاهدات

تمثل "كعكة ليالي بيروت"، المعروفة أيضاً باسم "ميليفيورس"، جزءاً أساسياً من الطهي اللبناني التقليدي. هذه الحلوى ليست مجرد حلوى بسيطة؛ بل هي تحفة فنية ن

تمثل "كعكة ليالي بيروت"، المعروفة أيضاً باسم "ميليفيورس"، جزءاً أساسياً من الطهي اللبناني التقليدي. هذه الحلوى ليست مجرد حلوى بسيطة؛ بل هي تحفة فنية نكهتها تعكس تاريخ وثقافة لبنان الغني. اسمها مشتق من "الليل" و"بيروت"، مما يشير إلى العراقة والتاريخ الذي يتخلل كل قطعة منها.

يتميز التصميم الفريد لكعكة ليالي بيروت بتصنيفاتها المتعددة التي تشبه الأفكار الهندسية المعقدة. تتكون عادةً من طبقات عدة من البسكويت الرقيق المغلفة بالكريمة المخبوزة ثم مغطاة بطبقة خارجية رقيقة من الجيلاتين الداكن. هذا المزيج الرائع يجعل طعم الكعكة غنيا ومتنوعا بشكل ملفت للنظر.

من الجدير بالذكر أن لهذه الكعكة تاريخ طويل يعود لأكثر من قرنين مضى. كانت أول مرة ظهرت فيها عندما قدم خبراء الحلويات الفرنسيون الذين وصلوا إلى الشرق الأوسط خلال الحقبة الاستعمارية تقنيات جديدة لإعداد الحلويات. ولكن مع مرور الوقت، تم تعديل الوصفة الأصلية لتصبح أكثر ملاءمة للمكونات المحلية والنكهة الشائعة في المنطقة.

في المطابخ المنزلية وفي محلات الحلويات الخاصة بكعكات ليالي بيروت التقليدية، تعتبر العملية لصنعها دقيقة ومليئة بالأمانة للحرفة التقليدية. تبدأ عملية الصنع بمزج الكثير من الزبدة والسكر والقشدة والحليب حتى تحصل على خليط كريمي ناعم. بعد ذلك، يتم إضافة البيض تدريجيًا وتقليب الخليط جيدًا لتضمن عدم الفصل بين المواد المختلفة. أخيراً، تُوضع المادّة فوق شرائح بسكويت أرق ما يمكن وتحفظ في الثلاجة حتى تصبح اللياسة جامدة بما يكفي للتقطيع.

بالإضافة إلى القيمة الغذائية والكيمياء الغذائية المعقدة خلف صنع هذه الكعكة، فإن أهميتها الثقافية مهمة أيضًا. إنها رمز للعادات القديمة وتعبيراً جميلاً عن تراث الطعام العربي الغني والممتد عبر التاريخ. إن القدرة على إنشاء كتلة متماسكة ورقيقة بهذا المستوى من التعقيد هي دليل حي على المهارة والإبداع الإنساني.

إذا كنت ترغب يوماً في تجربة ذوق مدينة بيروت التاريخي مباشرةً، فلا يوجد وسيلة أفضل من تناول قطعة من كعكة ليالي بيروت الأصلية - وهو طبق يستحق تقديسه حقًا بسبب هويته والفوائد العديدة المرتبطة به.

التعليقات