- صاحب المنشور: ابتهاج بن غازي
ملخص النقاش:
في هذا العصر الرقمي المتسارع، يُطرح تساؤل حول كيفية الحفاظ على القيم والأخلاق التقليدية وسط الثورة التكنولوجية. إن الاندماج الكبير للأفراد والمجتمعات عبر الإنترنت يفرض تحديات جديدة تتعلق بالحفاظ على الهوية الثقافية والقيم الدينية. فبينما توفر التكنولوجيا فرصًا للتواصل وتبادل المعرفة بسرعة أكبر وتحسين الوصول إلى المعلومات، فإنها قد تشكل أيضًا تهديداً للقيم الصحيحة إذا لم يتم التعامل معها بحذر وبشكل مسؤول.
من ناحية أخرى، يمكن النظر إلى العالم الرقمي كأداة قوية لتحقيق الخير والعدالة الاجتماعية، حيث يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم الحملات الخيرية والدعم الشعبي للمحتاجين وتعزيز الفهم المشترك للمفاهيم الإنسانية والإسلامية مثل الرحمة والمسامحة وغيرها. ولكن هناك جانب سلبي يتعلق بكيفية تأثير هذه المنصات على الصحة النفسية والسلوكية للناس، خاصة الشباب الذين غالباً ما يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات مما يؤثر على العلاقات الشخصية والعادات الصحية.
التفاعلات الجيدة والصعبة
تسمح شبكة الإنترنت بالتواصل مع أفراد من مختلف الأجناس والثقافات والمعتقدات. وهذا له آثار إيجابية تتمثل بتعزيز الاحترام المتبادل لفروقات البشر وثراء ثقافي متعدد ومتنوع. ومع ذلك، فقد أدى أيضاً إلى انتشار ظاهرة "الهجوم الإلكتروني" أو التنمر الذي أصبح أكثر شيوعاً بسبب عدم القدرة على رؤية رد فعل الشخص الآخر مباشرة. بالإضافة لذلك، تظهر مشكلة محتوى غير مناسب يشجع على الإباحية والعنف وغيرهما وهو أمر مخالف تماما لما يدعو إليه الإسلام من ضبط وأنضباط أخلاقي واجتماعي.
دور التعليم والتوجيه
يقع عبء كبير على المؤسسات التربوية والأسر لتوفير تعليم رقمي شامل يعلم الأطفال والمراهقين كيفية استغلال الفوائد المحتملة للعالم الرقمي بينما يحمونهم من المخاطر المرتبطة به. ينبغي تدريس مهارات مثل إدارة الوقت واستخدام الشبكات بطريقة فعّالة وأمان تأمين معلومات شخصية مهمة والحماية ضد المحتويات الضارة التي قد تؤذي البراءة والنفس الطيبة لأولادنا وشبابنا.
الخلاصة
إن مفتاح تحقيق توازن ناجح بين القيم القديمة وجديد عالم الإنترنت يكمن في تعزيز فهم عميق لهذه التقنية وفائدتها مع التشديد المستمر على أهمية تطبيق القواعد الأخلاقية الإسلامية أثناء الاستخدام اليومي لها. بذلك سنتمكن من بناء مجتمع رقمى مفيد ومثمر يعكس حقيقة هُويتنا ويحقق رؤيتنا نحو مستقبل أفضل لكل فرد فيه ومن ثم لعالمنا بأكمله.