اليويو التونسي، أو ما يعرف محلياً بـ "العود"، هو لعبة قديمة تعكس عمق الثقافة والتراث التونسي. هذه اللعبة ليست مجرد وسيلة للترفيه، لكنها جزء مهم من التاريخ الشعبي للبلاد وهي رمز للفلكلور الوطني. يتطلب تصنيع اليويو مهارات دقيقة وحرفية عالية، مما يجعلها تحفة فنية تتوارثها الأجيال.
في تونس، يتم استخدام الخشب عادة كمواد أساسية لصناعة اليويو. بعد اختيار نوع مناسب من الخشب، يقوم الصانع بتقطيعه إلى الشكل الأساسي لليد (أو العود). ثم يأتي دور النحت الدقيق لتشكيل اليد بشكل متوازن يسمح بدوران سلس أثناء اللعب. الاهتمام الكبير بالتفاصيل يكمن أيضاً في تصميم الزينة التي تزين سطح اليويو والتي غالباً ما تكون مستوحاة من الطبيعة أو الفن الإسلامي.
بعد الانتهاء من التصميم الخارجي، يعمل الحرفيون على إنشاء الحلقة الداخلية التي تربط بين يدَي اليويو وتسهل عملية القذف والدوران. هنا تكمن الأصالة الحقيقية؛ لأن طريقة الربط تعتمد على خبرات ومهارات الحرفيين التقليديين الذين يحافظون على سرية بعض تقنياتهم الخاصة.
لا يمكن فصل هذا النوع من الإبداع الفني عن السياق الاجتماعي والثقافي الذي نشأ فيه. فالعديد من الشباب التونسي يستمتع بلعب اليويو ليس فقط بسبب تحديه الرياضي ولكنه أيضا فرصة للتواصل مع تاريخ وثقافة بلدهم الغنية.
وفي نهاية المطاف، فإن كل قطعة من اليويو هي أكثر من مجرد لعبة - إنها تمثيل مرئي للأعمال الرائعة للإنسانية وللحب العميق للحياة. وبالتالي، عندما نتحدث عن اليويو التونسي، نحن نستعرض واحداً من أهم جوانب الروح التونسية المتوسطية الجميلة والمفعمة بالحياة.