تعود جذور العملات الرسمية في المملكة العربية السعودية إلى العصر الجاهلي، عندما كانت القبائل المختلفة تستخدم الخرز والأصداف البحرية كوسيلة للتبادل التجاري. ومع ذلك، فإن أول عملة معدنية سعودية يمكن تتبعها يعود إلى عهد الدولة السعودية الأولى (1744 - 1818). خلال هذا الوقت، تم سك قطعة نقدية تعرف باسم "الدينار" و"الفلس"، وهي مستوحاة من التصاميم الإسلامية التقليدية وتمثل زخارف نباتية وهندسية.
بعد فترة وجيزة، شهدت البلاد تطورات مهمة تحت حكم عبد العزيز بن محمد آل سعود المؤسس الثاني للدولة السعودية الثانية (1824-1891). وفي تلك الحقبة، أصبح الدينار والفلس أكثر انتشاراً واستخدما بشكل واسع في المعاملات التجارية المحلية والدولية. ولكن، بسبب نقص الاحتكار الحكومي وإنتاج العملات غير المنظم، كانت هذه الفترة مليئة بالاختلاف والتعددية في الأنواع والشكل والمواصفات للعملات المعدنية المتداولة آنذاك.
مع بداية القرن العشرين وحلول عصر الدولة السعودية الثالثة التي أسست فيما بعد المملكة العربية السعودية الحديثة عام 1932، بدأت الحكومة الجديدة في توحيد النظام النقدي وتنظيمه. هنا لعب النفط دور حاسم في دعم الاقتصاد وبالتالي تعافي القطاع المصرفي. أدى اكتشاف النفط إلى زيادة الطلب العالمي على الروبية الهندية والتي كانت تستخدم بكثرة في المنطقة آنذاك؛ مما دفع الخلاصات الملكية لإصدار روبية خاصة تسمى "الرِيال". وقد سُكت لأول مرة سنة ١٩٢٥ وكان وزن رطل واحد منها يحتوي على حوالي سبعة عشر ريال. وكانت تصنع برونزيات فضية خالصة بالإضافة لنوع آخر مصنوع أساسا من الفضة الخالصة أيضا لكنه كان أثقل وزناً وأكثر قيمة مالية.
في الثلاثينات من نفس القرن، أدخل نظام جديد يعتمد على الدولار الأمريكي ليحل محل الرِيال القديم بفضل اتفاقيات تبادل الصرف بين البلدين. وقد جاء هذا القرار نتيجة لتدهور الأوضاع المالية العالمية عقب اندلاع الحرب العالمية الثانية وانخفاض قيمة الروبية أمام الدولار الأمريكي مباشرة بعد انتهاء الحرب نفسها. وعلى الرغم من هذه الضربة البallistic، ظلت الأموال المحلية ذات شعبية كبيرة لدى العامة حتى يومنا الحاضر نظرًا لقوتها التاريخية والثقافية الواضحة فيها وكذلك رمزيتها الدينية المرتبطة بتعاليم الإسلام نفسه عبر استخدام حرفي 'ر' و 'و' لتمثيل اسم الله الرحمن الرحيم ضمن تصميماتها الجمالية الرائعة التي مازالت محافظة عليها حتّى اليوم رغم تغييرات الشكل الخارجي المعتمدة منذ التسعينيات وما تزامن معه أيضا اعتماد رقم تسلسلي لكل ورقة نقدية جديدة صدرتها مؤسسة النقد العربي السعودي حالياً والذي يستخدم الآن تحديداً داخل حدود مدن واحياء مختلف مناطق المملكة كافة بهدف منع عمليات التحريف والتلاعب الغير قانونية.
هذا ملخص مختصر لمراحل تطور العملة الرسمية للمملكة العربية السعودية وأصولها خلال مراحل مختلفة من التأريخ الحديث والمعاصر متجنباً ذكر الجانب التكنولوجي والإشارة فقط لما له علاقة بصناعة المال وكيف تحولت مسيرة إنتاجه نحو الاعتماد الجزئي/الكامل على تقنيات الطباعة الحديثة وفق المواصفة الدولية الجديدة المستند إليها عالميا حفاظاَ علي سلامته وعدم إمكانية مقايضتها قبولا رسميًا خارج الحدود.