- صاحب المنشور: معالي بن شعبان
ملخص النقاش:
أحدثت الثورة الرقمية تغييرات عميقة في قطاع التعليم حول العالم. فالتكنولوجيا لم تعد مجرد عامل مساعد أو تكميلي، بل أصبحت محوراً أساسياً يملي معايير وأساليب التعلم الحديثة. منصة "تعليم افتراضي" إلى الروبوتات الذكية التي تساعد المعلمين في الفصول الدراسية، يسعى هذا التحول نحو استخدام التكنولوجيا بشكل متزايد لتحسين جودة العملية التعليمية وتسهيل الوصول إليها للأجيال الجديدة.
التحديات الرئيسية للتكامل التقني في التعليم
1. **جدار الفجوة الرقمية**:
على الرغم من انتشار الإنترنت والتقنيات المتقدمة، تشكل هذه الفرصة غير متاحة للملايين من الطلاب حول العالم بسبب عدم القدرة المالية أو البنية الأساسية الضعيفة للشبكات المحلية. وهذا يعني أن تعزيز اعتماد تكنولوجيا التعليم قد يؤدي فعلياً إلى توسيع الفروقات القائمة بين المجتمعات الأكثر ثراءً والأقل ثراءً.
مثال:
في العديد من الدول الأفريقية، حيث يوجد نقص حاد بالموارد والمرافق اللازمة لتوفير بيئة رقمية مناسبة لتعلم الطلبة، فإن دمج تقنيات جديدة لن يكون أكثر من كونه رمزا للتباين الاقتصادي العالمي وليس حلولا عملية لهم.
2. **إعادة تأهيل الكادر التدريسي**:
يتطلب تنفيذ أنظمة تعلم رقميّة تدريبًا مكثفًا للقُدُرَات البشرية الحالية ذات العلاقة بالقطاع التربويّ. إن إدماج الأدوات الرقمية يتطلب فهماً جيدًا لكيفية تصميم المحتوى الإلكتروني واستخدامه بطرق فعالة وفهم كيفية استخدام البرامج الحاسوبية وغيرها من أدوات الاتصال الحديثة داخل الفصل. كما إنه يتطلب مهارات اتصال أفضل بكثير مما كانت عليه الأمور ذات يوم! لكن تحقيق ذلك ليس بالأمر الهين خاصة بالنسبة للحكومات التي تسعى حاليًا للتوظيف بأعداد كبيرة من الأيدي العاملة المرنة والتي غالبًا ما تكون أقل خبرة ومؤهلات مقارنة بسابقتها من الناحية العلمية والمعرفية المتخصصة حسب احتياجات الزمن الحالي والعصر الحديث.
مثال:
يمكننا مشاهدة مثال واضح لذلك عندما قامت وزارة التعليم السعودي بإطلاق برنامج "مدارس بلا ورق"، والذي يستهدف تحويل جميع العمليات الإدارية والفصول الدراسية إلى نسخة رقمية تمامًا. ولكن قبل تطبيق البرنامج رسميًا عام ٢٠٢٠متوقعة ، واجه المشروع مقاومة شديدة نظرًا بعدم استعداده الأكاديميون لاستقبال مثل تلك الانطلاقة الجذرية بدون توفر المعلومات الضرورية لفهم كافة جوانب الموضوع الجديد عليهم حديثا .
3. **الحفاظ على قيمة العلاقات الشخصية**:
بالرغم من قدرة الآلات على تقديم مواد دراسية بسيطة ومتكررة كالرياضيات والقراءة والكتابة بصورة فعالة للغاية إلا أنها ليست قادرة حتى الآن على منح نفس النوعية والإخلاص الذي يتميز به التدريس الشخصي وقد أظهر البحث الأخير ارتفاع معدلات رفض طلاب الجامعات لدورات تعليم اللغة عبر الإنترنت لصعوبات التواصل الاجتماعي المرتبط بها وهي جانب مهم جدًا لحفظ روح المنافسة والحماس لدى الشباب الأعضاء في مجتمع جامعي نشيط ديناميكي .
آفاق مستقبلية واعدة للتطور باستخدام وسائل الإعلام الجديدة :
مع تزايد تطوير تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي وما يشابههما ستصبح هناك فرصة أكبر لإضفاء جو مثالي يساعد في خلق تجربة تخاطبية فريدة تشجع الأطفال والكبار أيضًا على طلب المزيد والاستكشاف بعيدا عما هو معتاد لديهم وذلك يرجع جزئيًا لأن هؤلاء المستخدمين سيواجهون سيناريوهات وهمية مشابهة لما سيشهدوه عند مواجهة مواقف مشابهة بالحياة الطبيعية وبالتالي يمكن اعتبار التجربة جزء أساسي من منهج الشرح المفاهيم المختلفة وفي النهاية تصبح طرق التقييم والتغذية الراجعة مبسطة ومنصفة لكل طرف مشارك أثناء عملية التعلم المبكرة للفئات العمرية الصغيرة بالإضافة إلي الإنطباعات الإيجابيه المترسبة منذ الصغر فيما يتعلق بموضوع ذاته مما يحوله الي شغف مدى الحياة عوض كونها معلومات مضى عليها وقت طويل ولا تُذكر بنفس قوة ذكر الامور المؤثرة المؤذنة بتلك اللحظة الحرجة الأولى والتي