- صاحب المنشور: أمل القروي
ملخص النقاش:
### تفاصيل المناقشة:
تدور المحادثة حول منظور جديد لأدوار الطعام في الحياة اليومية، حيث يجاهر المشاركون بإدراكهم العميق لكيفية ارتباط الأطعمة بعناصر هامة مثل الثقافة، السياسة، والاقتصاد. يؤكد الجميع على رؤية غذائية تذهب أبعد مما يعتبره البعض سطحياً – كونها مجرد وسائل للحصول على الطاقة اللازمة للجسم. يقول "عبد الودود البوعزاوي"، أولاً، انطلاقاً من البساطة النظرية، إن لكل دولة العربية أطباق خاصة بها تعكس جوانب عديدة ومفصلة من تراثها وتاريخها المجتمعي. ويتبع هذا حديث عمّا تمثل فيه "الشاي العربي والمقهى" مجتمعيًا في بعض الدول. يشرح لنا أيضا كيف يمكن اعتبار "خبز الكشري" المصرى تجسيدا مُعقداً ومتنوعًا ومتجدداً للتاريخ المُركَّب لمصر. بعد ذلك، تدخل "أفراح المنوفي" بتعميق الجانب السياسي للاستراتيجية الغذائية؛ موضحة كيفية استخدام الحكومات والأنظمة السياسية لمثل هذه الأمور كتكتيكات مؤثرة داخل المجتمع. فهي ترى أنها طريقة فعالة للإيحاء بقوة الدولة وخفايا سياساتها خلف ستار من الاحتفال الظاهري بالاختلافات الثقافية.
لكن وجهتي نظر أخرى تتبلوران ضمن المساهمات التالية. فهند الهلالي وزكية المدغري لهن مواقف وسطية نسبيا. تهتم هند بنظريات تفسير المواطنين لأنفسهم لقضايا حياتهم اليومية باستخدام التعبيرات المرئية والمعيشية كالطعام وغيرها كوسيلة للتواصل الفعال فيما بينهم أو للسخرية منها مستهدفين بذلك النقاد السياسيين والاستعماريين الخارجيين المتطفلين عليهم منذ القدم. أما زكية فتطرح مصدراً محتملة للنقد لسلوكيات الحكم المستبد، إذ تسأل بصوت عالٍ عما إذا كانت الصورة الإيجابية العامة للوجبات الغذائية تعمل كغطاء للقمع بدلا من أي شكل من أشكال التحرر الشعبي الحر حقا. وفي ختام نقاشهم، توضح أفراح منظورا مختلفا حيث تؤكد مرة أخيرة على مدى قابلية تأويل الممارسات الغذاء وفق رغبة ومنطق الرسم البيزنطي الرسمي المرتبط بسياسة الحكومة الداخلية والخارجية لها والتي تستغل جميع موارد البلاد بما في ذلك مجال الوصفات القديمة ذات الأصل الجمعي الأصيل وبالتالي تغيير معناها بناء على حاجتها اللحظة لذلك وقد يصل الأمر الى درجة إلغائها بشكل كامل اذا اقتضى الامر وهذا يؤدي لانقطاع سلسلة روابط الماضي بالحاضر عند عامة السكان الذين غير ملزمين بمصالح الدولة وانحيازاتها نحو المصالح الخارجية الضيقة لكل طرف حاكِم حالي لا اكثر .