بدأ تاريخ الطيران الحديث مع اختراع الطائرات الشراعية، والتي تعتبر الخطوة الأولى نحو تطوير الطائرات الحديثة التي نراها اليوم. يرجع الفضل إلى العديد من المخترعين الذين ساهموا بشكل كبير في هذا المجال، لكن التاريخ يُنسب عادةً إلى الألماني أوتو ليلينتال.

ولد أوتو ليلينتال عام 1864 في ألمانيا وكان لديه شغف عميق بالطيران منذ طفولته. بدأ تجاربه المتعلقة برحلات الأجسام الهوائية في التسعينيات من القرن الـ19، مستوحياً أفكاره من دراسته لتاريخ الطيور والطيور المُداراة القديمة.

في العام 1891، قام بتصميم وبناء ما يعرف الآن بطائرته الشراعية "Götterdämmerung"، وهي كلمة ألمانية تعني غروب الآلهة. كانت هذه الطائرة مصنوعة بشكل أساسي من الخشب والقماش وقد سمحت له بإنجاز رحلة قصيرة فوق التلال بالقرب من منزله. رغم أنها لم تكن قابلة للتحكم تماماً، إلا أنها أثبتت مفهوم استخدام الجناحين لتحقيق الطيران بدون محركات.

بعد ذلك، واصل ليلينتال التجارب والإصلاحات, مما أدى إلى تحسينات كبيرة في تصميماته حتى وصل الأمر إلى ابتكار طائرته الشراعية الثانية والمزيد تقدمية والمعروفة باسم "Adler" (النسر). تميزت هذه النسخة الجديدة بميزة التحكم البسيطة وأداء أكثر ثباتا أثناء الرحلة. وفي يوم 7 أغسطس عام 1901، حقق ليلينتال إنجازه الرائد عندما قاد طائرته الشراعية "Adler" لمسافة حوالي كيلومتر واحد فوق تل Vogelsberg في ألمانيا - وهو دليل واضح على القدرة البشرية على تحقيق الطيران عبر القوى الطبيعية فقط.

هذه الإنجازات لأوتو ليلينتال وضعت أساساً قوياً لفكرة الطائرات الشراعية كنموذج أولي للتطورات المستقبلية في مجال الطيران. لقد كان جهده وتقدمه العلمي نقطة انطلاق حاسمة نحو العصر الحالي من التقنية الحديثة للطيران العالمي.