يعدّ إنتاج البطانيات المصنوعة من الصوف عملية معقدة تتطلب اهتماماً دقيقاً بكل مرحلة لضمان الحصول على منتج نهائي عالي الجودة. تبدأ هذه الرحلة في حقول الأغنام حيث يتم حصاد الوبر بطريقة غير مؤذية للأغنام باستخدام آلات متخصصة تحافظ على سلامتها وتضمن استمرارية نمو الفرو لاحقاً. بعد ذلك، يجمع الوبر ويفرز وفق نوعيته، فالوبر ينقسم إلى عدة طبقات بناءً على طولها وسمكتها وملمسها.
في مصنع التصنيع، يخضع الوبر لسلسلة من الخطوات المعروفة باسم "التمليس"، وهي العملية التي تساعد على إزالة الشوائب والأوساخ الصغيرة قبل التحضير للتنظيف العميق. هنا، يعالج الوبر بالماء الساخن والمطهرات لتخليصها من جميع أنواع البكتيريا والجراثيم الضارة. ثم يجفف الوبر مرة أخرى قبل الخضوع لمراحل الفرز النهائية والتدقيق للتأكد من أنه خالي تماماً من أي شوائب قد تؤثر سلبياً على المنتج النهائي.
بعد تنظيفة وغسلته، يدخل الوبر في مرحلة الغزل حيث تُستخدم ماكينات خاصة لتحويل الوبر الطويل وغير المنظم إلى خيوط ناعمة ومتجانسة يمكن استخدامها كحبال أو كمواد أولية لبسط النسيج. غالبًا ما تتم إضافة العناصر المرنة مثل الرايون أثناء عملية الغزل لإعطاء البطانيات مرونتها اللازمة وللحفاظ عليها قابلة للغسل بسهولة دون فقدان شكلها الطبيعي.
بالانتقال للمرحلة التالية، يتم نسج الخيوط المغزولة باستخدام الآلات المتخصصة لإنتاج قطع كبيرة مستطيلة تسمى الأقمشة. خلال هذا الوقت، قد تضيف بعض المصانع مواد أخرى مثل الألياف الصناعية لأداء وظائف محددة مثل الاحتفاظ بحرارة الجسم بشكل أكثر فعالية أو مقاومة التجاعيد والعفن. لكن تبقى الخامة الرئيسية هي الصوف للحصول على خصائص الدش والإحكام الحراري التقليدية المرتبطة بهذه النوعية من المنتجات.
وأخيراً، تأتي خطوة القص والخياطة؛ حيث تقوم الآلات الحديثة بدقة قص الأشكال المناسبة لكل قطعة بطانية حسب التصميم المطلوب، بينما يقوم العمالة البشرية بخياطتها بإتقان ودقة عالية مما يؤدي لصناعة مجموعات مفصلة وأنيقة تعكس حرفية المهندسين الذين عملوا فيها منذ بداية رحلتها من الحقول حتى الرفوف المحلية والدولية. إنها بالفعل قصة رائعة حول كيفية تحول جزء صغير من حياة الحيوان - وهو الشعر الخارجي - ليصبح شيئا ذا قيمة كبيرة بالنسبة للإنسان!