بينما نتنفس الهواء النظيف ونقف وسط المساحات الخضراء الواسعة، قد لا نفكر كثيرًا في مصدر تلك الأشياء البلاستيكية الموجودة حولنا - مثل لعبتنا المحبوبة، وزجاجات المياه الخاصة بنا، وأوانينا اليومية. ولكن خلف الكواليس، هناك عالم مثير ومتنوع لصناعة البلاستيك التي تتطلب فهماً متعمقاً لكيفية التحويل من النفط الخام إلى مواد بلاستيكية شائعة الاستخدام.
في قلب هذه العملية يكمن العنصر الأساسي وهو النفط. يتم استخدام النفط لاستخراج مجموعة متنوعة من المركبات الهيدروكربونية والتي يمكن بعد ذلك تحويلها إلى بوليمرات - وهي العمود الفقري للبلاستيك. هذا التحويل المعروف باسم "البلمرة" يحدث تحت ظروف شديدة الحرارة والضغط. تعتمد نوعية البلاستيك الناتج على نوع المونومر المستخدم خلال العملية. ولذلك فإن مصطلحات مثل "البولي إيثلين"، و"البولي بروبيلين"، وغيرها تعكس أسماء البوليمرات الرئيسية التي نحصل عليها.
وتعتبر دول الخليج العربي، وبشكل خاص المملكة العربية السعودية والإمارات، من بين أكبر الدول المنتجة لهذه البوليمرات. وعلى الرغم من ذلك، تبقى الولايات المتحدة الأمريكية والصين الرائدين العالميَين في إنتاج كافة أشكال المنتجات البلاستيكية.
تتكون عملية صناعة البلاستيك من مراحل رئيسية اثنين. تبدأ بمراحل البلمرة التي ينتج عنها حبيبات بلاستيكية يمكن نقلها ومعالجتها لاحقا. هذه الخطوة ضرورية لأن معظم مصانع التشغيل تعامل بالفعل مع المواد أولاً قبل البدء في عمليات التنفيذ الأخرى. ثانيًا يأتي دور تشكيل هذه الحبيبات باستخدام درجات الحرارة المرتفعة وآلات التشكيل الآلية لإنتاج المنتجات النهائية - سواء كانت عبوات غذائية، قوارير مياه، أغلفة بلاستيكية... الخ. وهناك عدة طرق مختلفة للتشكيل بما يشمل حقن المواد المنصهرة مباشرة في القوالب المعدنية، إضافةً لعملية النفخ المناسبة للأوعية ذات الفتحات الصغيرة وكذلك بثق مادتي pvc والألومينيوم. وفي بعض الحالات، يمكن الاعتماد على تقنية الضغط المكثفة لتحقيق نتائج مرغوبة خاصة عند التعامل مع قطع كبيرة الحجم كهواتف السيارة المنزلقة مثلاً.
إضافة لما سبق ذكرِه سابقاً ، فقد بات واضحاً بأن تأثير البلاستيك السلبي البيئي بدأ يلقى اهتمام عام كبير مما دفع العديد نحو استكشاف الحلول المستدامة واستخدام موارد طبيعية أخرى بديلة عنه تمام الاختلاف . لذلك فإن تنويع مصادر الطاقة وإعادة التدوير تعد جزء حيوي من حل المشكلة البيئية المعاصرة المرتبطة بصناعة البلاستيك والنفايات الناجمة عنها أيضًا.