- صاحب المنشور: سهيلة بن محمد
ملخص النقاش:تُشكل التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، تحولات عميقة ومفاجئة في سوق العمل العالمي. هذا التحول ليس مجرد تغيير تكنولوجي؛ فهو يتعلق أيضاً بكيفية عمل الناس وكيف نرى مستقبل الوظائف والمهارات التي ستكون مطلوبة. مع تطور الروبوتات والأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، هناك مخاوف تتزايد بشأن فقدان الوظائف التقليدية والتي قد يتم استبدالها بهذه الأنماط الجديدة من العمالة الآلية. ولكن، إذا نظرت إلى الجهة الأخرى من الصورة، فإن الذكاء الاصطناعي يفتح أيضاً أبواباً جديدة للوظائف المتعلقة بتطوير وتدريب وتحديث هذه الأنظمة، مما يخلق فرص عمل فريدة لمجموعة مختلفة تمامًا من المهارات.
في حين أنه صحيح أن بعض الأعمال routinary يمكن أن تصبح غير ضرورية بسبب الكفاءة العالية للأجهزة الذكية، إلا أنه من الواضح أيضًا أن العديد من المجالات تحتاج إلى مهارات بشرية فريدة مثل الإبداع, التعاطف, الحكم الأخلاقي, والتواصل الذي يصعب أو يستحيل تقليده بواسطة الذكاء الاصطناعي حاليًا. وبالتالي، ينبغي التركيز أكثر على التعليم المستمر وتوفير التدريب المناسب للمواهب البشرية لتحقيق أفضل الاستفادة من عصر الثورة الرقمية والصناعات المرتبطة بها.
بالإضافة لذلك، فإن تأثير الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة ليس ثابتًا ولا يعالج جميع القطاعات بنفس الطريقة. ففي بعض الصناعات مثل التصنيع والزراعة، يُعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي كعامل رئيسي لزيادة الانتاجية والكفاءة. بينما في قطاعات أخرى كالرعاية الصحية والعناية الاجتماعية, تبقى الحاجة ماسّة للحكم الإنساني والإلمام النفسي والمعرفي البشريين اللذين لا تستطيع البرمجيات محاكاتهما بعد الآن.
ومن ثمّ، يكمن الحل فيما بين يدينا وهي إعادة النظر في كيفية تدريس المواهب الجديدة وتعليمهم تلك المهارات التي سيحتاج إليها السوق المستقبلي وما يجب القيام به لتسهيل عملية انتقال الأفراد ذوي الخبرة الحاليين إلى وظائف ذات طلب متزايد نتيجة لهذه التكنولوجيا الناشئة والمستمرة النمو.