تعد صناعة الفخار أحد أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، وهي عملية تتضمن عدة خطوات دقيقة لتحويل الطين الخام إلى قطع فنية تحمل جمال الطبيعة وتفرد يد الفنان. تبدأ الرحلة باختيار نوعية جيدة من الطين، والذي غالبًا ما يمزج ثلاث ألوانه الرئيسية: الأحمر، الأبيض، والأخضر، وذلك للحصول على مزيج مثالي يعطي المنتج النهائي قوة ومتانة مميزة.
بعد اختيار ونخل الطين جيداً لإزالة الشوائب، يأتي دور إعداد البرك الخاصة بالتخمير. هنا، يتم وضع الطين المختلط في برك كبيرة مغطاة بأسطح مرنة تسمح بتغلغل المياه فيه تدريجياً. هذا العمل التحضيري يساعد في فصل المواد الضارة مثل الأحجار الصغيرة والمواد غير المرغوب فيها الأخرى حتى يمكن الحصول على طين واضح تماماً مناسب للتشكيل الآني.
بعد ذلك، تأتي مرحلة التشغيل - سواء باستخدام التقنيات التقليدية القديمة كالطريقة اليدوية البسيطة حيث يشكل صانعو الفخار بأيديهم مباشراً، أو استخدام العجلات الدوارة الأكثر تطوراً والتي تساهم بإعطاء أشكال منتظمة ودقيقة بسرعة وكفاءة عالية أثناء دوران جسم العمل حول المحور المركزي للعجلة. كما يوجد أيضاً طريقة أخيرة تعتمد على استخدام قوالب محددة مسبقاً لتناسب التصميمات المتكررة بسرعة وبحد أدنى من التدخل اليدوي.
هذه الخطوات الثلاث الأساسية هي أساس العملية الإبداعية لصناعة الفخار؛ فهي تجمع بين الحرف القديم والعناصر الحديثة لإنشاء أعمال تراثية فريدة تعكس ذوق الفنان ومعرفته بخصائص مادته الأصلية.