صناعة الزجاج: تاريخها، موادها، ومراحل تصنيعها

التعليقات · 0 مشاهدات

تُعد صناعة الزجاج من أقدم الحرف اليدوية التي عرفها الإنسان، حيث يعود تاريخها إلى حوالي 2000 عام قبل الميلاد في آسيا. انتقلت هذه الصناعة بعد ذلك إلى مص

تُعد صناعة الزجاج من أقدم الحرف اليدوية التي عرفها الإنسان، حيث يعود تاريخها إلى حوالي 2000 عام قبل الميلاد في آسيا. انتقلت هذه الصناعة بعد ذلك إلى مصر، ثم إلى سوريا والعراق في القرن التاسع قبل الميلاد، لتنتشر لاحقًا عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط. اشتهر المسلمون بصناعة الزجاج، ولا تزال العديد من أعمالهم الرائعة محفوظة في المتاحف العالمية كدليل على ذوقهم وإبداعهم. ومن أهم إنجازاتهم ابتكار صناعة الكريستال أو البلور، والتي أتقنوها ولا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا.

تعتمد صناعة الزجاج على مجموعة من المواد الأساسية، أبرزها الرمل أو السيليكا، الذي يحتوي على نسبة عالية من أكسيد السيلكون (80%) ويشكل المادة الأساسية في صناعة الزجاج. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام مركبات الصوديوم مثل أكسيد الصوديوم لتقليل درجة الانصهار، والكالسيوم لزيادة صلابة الزجاج، والبوراكس لخفض معامل تمدد الزجاج. كما يمكن إضافة ألوان مختلفة لإضفاء خصائص جمالية على المنتجات النهائية.

تمر عملية صناعة الزجاج بمراحل متعددة:

  1. الصهر: يتم خلط المواد الأولية بعد تحضيرها بشكل بودرة بنسب معينة، ثم صهر المزيج في أفران خاصة مثل فرن الجفنة أو فرن الحوض.
  2. التشكيل: بعد صهر الزجاج، يتم صبه في قالب ويترك ليبرد ببطء حتى يصل مرحلة التشكيل. يمكن تشكيل الزجاج المبرد يدويًا باستخدام النفخ اليدوي أو الآلي.
  3. التهذيب أو التبريد: يتم تبريد الزجاج داخل فرن تبريد بدرجة حرارة تتراوح بين 400-600 درجة مئوية بشكل بطيء لمنع الانكسار أو التشقق.
  4. الإنهاء: في هذه المرحلة الأخيرة، يتم تنظيف الأدوات الزجاجية وصقلها وقطعها وتصنيفها حسب الاستخدام المقصود.

يمتاز الزجاج بالشفافية، مما يسمح بمرور الأشعة الضوئية من خلاله، كما يتمتع بقدرة على عكس وكسر الضوء. بالإضافة إلى ذلك، يقاوم الزجاج الخدش والاحتكاك، ويقاوم معظم المواد الكيميائية باستثناء حمض الفلوردريك والمصهرات القلوية.

تعد عملية تصنيع الزجاج عملية صعبة تتطلب خبرة وذوقًا فنيًا عالياً، حيث يتم تدريب الحرفيين على هذه العملية للحصول على الشكل النهائي المطلوب.

التعليقات