تأخذنا رحلة اليوم إلى قلب العظمة الهندسية لم يتم تحقيقها حتى الآن في عالم البناء الشاهق. تستعد الصين للكشف عن اثنين من أكثر التصاميم غير المسبوقة التي تحاكى ألوانها وروعتها طائر فينيكس الأسطوري المعروف بتوازن القوة والحكمة. مشروع "أبراج فينيكس"، والذي يجري تنفيذه في مدينة ووهان، يعد بأن يكون رمزاً للتقدم البيئي والإبداع الهندسي.
هذه الأبراج ليست مجرد هياكل شاهقة؛ فهي تعبر عن رؤية فريدة تجمع بين التاريخ والثراء الثقافي والصناعة الحديثة. تحمل كل من هذه الأبراج اسم شخصية ذكور، فينج، وأخرى مؤنثة، هوانج، في إشارة واضحة لنظرية اليين واليانغ التقليدية التي تشير إلى الانسجام بين الظاهر والباطن. هذا التصور ليس مجرد تصميماً هندسياً لكنه أيضاً استراتيجية حياة تتبع مبادئ الاستدامة والتوافق مع البيئة.
يمكن للأبراج، بمجموعهما، بلوغ ارتفاع أعلى بكثير مما حققه برج خليفة الشهير في دبي، ليصبحا بذلك الزوج الأعلى في العالم عندما يكمل بناءهما بحلول عام ٢٠١٧. ويتوقع أيضا أن يقارب طولهما تلك الخاصة ببرج المملكة قيد الإنشاء في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، الفرق هنا ليس فقط في الحجم ولكن في النهج الأخضر والخلاق نحو البناء والاستخدام المستقبلي.
ومن الأمور الملفتة الأخرى في التصميم وجود نموذجين كرويين كبيرين بين الأبراج، سيكونان موطن لأماكن الطعام التفاعلية ذات الارتباط بالسماء والفلك. يمكن الوصول لهذه المطاعم عبر شبكة متداخلة من الجسور والمداخلات. فيما يتعلق بالأداء الوظيفي والأمان، سيوفر أحد الأبراج الطاقة لكل منهما بالإضافة إلى الطاقة الكهربائية المتجددة لدعم العمليات المختلفة داخل وخارج الموقع.
كما تم التفكير بشكل مدروس كذلك بشأن الجانب البيئي. سيتم وضع خلايا شمسية على سطح واحد منها لاستخراج الطاقة الكهروضوئية بينما يحوي الآخر طواحين الهواء الضخمة التي تعمل على إعادة تدوير المياه والهواء النقي. هدف المدينة من خلال هذين المشروعين هو جعل ووهان واحدة من المدن الأكثر صداقة للبيئة والمعايير العالمية الجديدة لبناء حضري مستقبلي. إنها بالفعل قصة رائعة كيف يمكن دمج الروعة الجمالية مع التقدم العلمي والعناية بالبيئة لإنتاج عمل فني حي ومستدام يعرض للعالم مدى التطور والابتكار لدى البشرية.
