بدأت الدراسات الاقتصادية مع الحضارات القديمة التي طورت نظريات حول إدارة الثروات والتجارة. في اليونان القديمة، اعتبر أفلاطون وأرسطو أول اقتصاديين معروفين، حيث طرحوا أفكاراً حول العدالة الاجتماعية والاقتصاد القائم على الزراعة. ومع ذلك، فإن ظهور الفكر الاقتصادي الحديث يعود إلى القرن السادس عشر مع وليم بيتي، المعروف باسم "أبو النظريات المالية"، والذي وضع أسس المال العام والإدارة الحكومية للموارد.
بحلول القرن الثامن عشر، شهد العالم ولادة مدرسة الفيزيوقراط الفرنسية التي ركزت على دور الزراعة كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، في إنجلترا، ظهرت نظرية الرأسمالية تحت قيادة آدم سميث، واضع كتاب "ثروة الأمم"، الذي أكد على أهمية الحرية التجارية ودور اليد الخفية في تنظيم السوق.
في ألمانيا، ساهمت مدرسة هلسنكي الاقتصادية خلال نفس الفترة بتقديم الأفكار المتعلقة بالإنتاج والاستهلاك كمعايير للحكم على الصحة الاقتصادية للدولة. بينما كانت الولايات المتحدة تشهد بداية لمدرسة فكر اقتصادي جديدة قادها جون ماينارد كينز بفكرة التدخل الحكومي أثناء الأزمات الاقتصادية لتوفير الدعم اللازم للأسر والأعمال الصغيرة.
وفي القرن العشرين، نما الفكر الاقتصادي بشكل كبير، حيث تطورت مدارس مختلفة مثل النظرية الكينزية الجديدة، واقتصاديات الإنصاف الاجتماعي، والمعيار البيئي الأخضر. تُظهر هذه التطورات كيف أصبح الفهم الاقتصادي أكثر شمولاً وتنوعاً مع مرور الوقت، مما يعكس التعقيد المتزايد للعلاقات الاقتصادية الدولية والعلاقة بين الاقتصاد والمجتمع.