- صاحب المنشور: غادة البرغوثي
ملخص النقاش:
التقدم السريع للتكنولوجيا قد أحدث تحولاً جذرياً في مجال التعليم. هذه الثورة الرقمية التي أثرت كل جوانب الحياة الإنسانية لم تغفل قطاع التعليم بأي حالٍ من الأحوال، بل هي نفسها استهدفته لتغيير وطرق تعليم الطلاب بطريقة مختلفة تمامًا عما كان عليه الحال قبل عقود قليلة. فمن جهة، فتح هذا التحول باب الأمل الواسع أمام المدارس والمعلمين للوصول إلى جمهور أكبر بكثير وأكثر تنوعاً عبر المنصات الإلكترونية العالمية. كما أنه يوفر للمتعلمين الوصول الفوري والمريح للمعلومات والمصادر التعليمية بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو مستوى دخل عائلاتهم.
ومع ذلك، فإن لهذه الثورة الجديدة أيضًا جانبها السلبي. حيث أصبح هناك تحدياً كبيراً يتمثل في كيفية التعامل مع مشكلتي تزييف المعلومات وانتشارها السريع بالإضافة إلى الافتقار المتزايد لمهارات الاتصال والتفاعل الاجتماعي بين الشباب الذين يقضون ساعات طويلة يوميا أمام الشاشات. بالإضافة لذلك، يعاني بعض المعلمين والمعلمات من عدم القدرة الكافية لإدارة استخدام التقنيات الحديثة داخل الفصول الدراسية مما يؤدي غالبًا إلى خلق حالة من الفوضى وعدم التركيز لدى الطلاب أثناء الدروس التقليدية.
ومن هنا تأتي أهمية البحث المستمر والدؤوب حول أفضل الطرق لاستخدام التكنولوجيا بما يحقق هدفين رئيسيين هما: تعزيز العملية التعليمية وتحقيق الاستفادة القصوى منها لأقصى عدد ممكن من أفراد المجتمع مستقبلاً؛ وبالتالي تقليل الآثار الجانبية المحتملة لهذا النوع الجديد من التربية الرقمية الغامرة والتي يمكن ان تكون أكثر فعالية عند دمجه بصورة مدروسة ومخطط لها بعناية ضمن البرامج التدريسية القائمة بالفعل.
إن الت balance المناسب بين استخدام أدوات الإنترنت الذكية والإشراف المسؤول عليها هو مفتاح تحقيق توازن صحيح سيسمح لنا باستعمال العصر المعلوماتي الحديث لتحسين جودة الخدمات التعليمية المقدمة للأجيال الناشئة اليوم وغدا بإذن الله تعالى .