- صاحب المنشور: عبد النور الهضيبي
ملخص النقاش:تُعدّ الصحة العقلية جانبًا حيويًا وغير قابل للفصل عن الرفاهية العامة للإنسان. إنها تتجاوز مجرد غياب الأمراض الذهنية أو الانفعالات الشديدة؛ بل تعني القدرة على التعامل مع الضغوط اليومية والحفاظ على العلاقات الاجتماعية الإيجابية والعمل بكفاءة وإبراز الإمكانيات الكاملة للشخصية. يُظهر علم النفس الحديث الدور المركزي الذي تلعبه هذه الجوانب الصحية في كل جوانب الحياة الشخصية وبناء المجتمع.
من منظور بيولوجي، يمكن اعتبار الجهاز العصبي مركز التحكم الرئيسي لهذا النظام المعقد. يتم تشغيل الوظائف الأساسية مثل التنفس والدورة الدموية ومستويات الطاقة بواسطة العمليات البيوكيميائية التي يوجهها الدماغ. علاوة على ذلك، فإن المشاعر الإنسانية - سواء كانت سعادة، حزن، خوف، غضب، وغيرها الكثير - هي نتيجة مباشرة لإشارات عصبية متداخلة بين مناطق مختلفة في الدماغ. لذلك، عندما يتعرض الإنسان لتجارب محزنة أو ضغط شديد لفترة طويلة بدون دعم نفسي مناسب، قد يؤدي ذلك إلى اضطرابات نفسية خطيرة إذا لم تتم مواجهتها بطريقة فعالة.
أهمية الرعاية الذاتية
تشمل الرعاية الذاتية مجموعة واسعة من الأنشطة التي تعمل على تحسين السلام الداخلي وتنمية المهارات الحياتية. إن تعلم كيفية إدارة التوتر والاسترخاء والتواصل الفعال وعادات النوم الصحية ليست أموراً تافهة ولكنها ركائز هامة للحفاظ علىostatic mind health. بالإضافة إلى ذلك، فإن بناء نظام دعم اجتماعي قوي مؤلف من أفراد موثوق بهم ليس مفيدا فحسب لكنه ضروري أيضا لحماية الصحة العقلية أثناء فترات المحن المختلفة.
كما يسلط علماء النفس الضوء على تأثير الثقافة والمجتمع على صحتهم النفسيّة أيضًا. فاللغة المستخدمة للتحدث عن مشاكل الصحة النفسية لها دور كبير حيث أنها تحدد مدى قبولا لهذه المواضيع داخل مجتمع معين مما يساهم فيما بعد بتوجيه الأفراد نحو طلب المساعدة الطبية المتخصصة امتناعا عنها بحسب درجة قبول ثقافتهم للموضوع.
دور العلاج الأسري والنظام الاجتماعي الأكبر
في كثيرٍ من الأحيان، تلعب العائلة دوراً أساسياً كشبكة داعمة للأفراد الذين يعانون من حالات مرضية ذهنية. من الواجب فهم القضايا والأعراض المرتبطة بكل حالة ومتابعة البرنامج الموضوع لكل فرد منها تحت اشراف مراكز الرعاية الخاصة بذلك الأمر لتقديم أفضل خدمة ممكنة ضمن نطاق الخبرة والإرشاد المناسبة .
وأخيراً وليس آخرَ الإطار المؤسسي الحكومي ذاته له دور فعال وجوهري عبر وضع سياسيات عامة تسعى لتعزيز الخدمات الوقائية والعلاجية لصالح جميع أفراد الشعب بغض النظرعن طبقاتهم الاقتصادية والجغرافية والفئات العمرية المختلفة لهم.