- صاحب المنشور: بن عبد الله الصالحي
ملخص النقاش:
تناولت هذه المحادثة نقاشاً عميقاً حول مكانة الحكمة في ظل الثورة التكنولوجية والأتمتة الحديثة. حيث أكدت بعض الآراء أنها تتطلب إعادة تعريفٍ للمفاهيم التقليدية للدّاخلية والفردية المجتمعية. كما تساءل البعض الآخر عما إذا كانت الأتمتة تشكل تهديدا للحكمة أم أنها فرصة لتطويرها وتعزيزها عبر الاستخدام الذكي للتكنولوجيا، وذلك ضمن حدود أخلاقية مسؤولة تضمن عدم تحول الأفراد إلى نسخ مطابقة لأجهزة الكمبيوتر البحتة.
كان الاتفاق واضحاً بشأن ضرورة تحقيق توازن دقيق بين الإمكانات التي تقدمها التكنولوجيا والتوجهات الأخلاقية للإنسان، والتي قد تكون مفتاح فهم جديد للعلاقة بين التفكير الواعي واستخدام الأدوات المتاحة اليوم. بينما اقترحت إحدى الوجهات النظر أنه ربما يكون وصف الانسان الحالي بأنه "متحرر" بالحكمة نوعاً من الهروب من الواقع الجديد الناجم عن الغوص العميق في العوالم المصممة رقميّا.
وفي المقابل، ذهب آخرون أبعد بكثير ليجادلوا بأن المشكلة الأساسية ليست بالأتمتة نفسها ولكنه طريقة تفكير متحجرة تعتمد على افتراضات تاريخية غير قابلة للتطبيق الآن وقديمة الطراز بعد ظهور قدر أكبر من القدرة المعرفية والمعرفية باستخدام تكنولوجيات المعلومات الجديدة. لذا فإن تحدياً أساسيا يتمثل فعليا بحاجة لإعادة النظر مستقبلا فيما يعنيه كون شخص ما يحمل معرفة حقيقية وكيف يمكن تطوير تلك المعرفة ليس فقط كميزة فردية ولكن أيضا كتوجه مجتمعي شامل. ولذلك فان الخطوة التالية الواضحة هنا تتمثل بمراجعة شاملة لما يُعتبر واقعا جماعيا وعلم نفساني مشترك حتى يتسنى إدراك ماهية وضع شخصية ذات مغزى داخل هذا النظام المعقد وغير المسبوق سابقاً والذي أصبح جزء منه نتاج لحركة التقدم العلمي الحديث ولا محالة .