- صاحب المنشور: ميار الغريسي
ملخص النقاش:
بدأت المحادثة بتأكيد أهمية الفلسفة كمنهج لفهم طبيعة الإنسان والكون، حيث أشاد العديد من المشاركين بقوة التفكير النقدي والتأملي الذي تقدمه هذه الدراسة القديمة. ومع ذلك، سرعان ما ظهرت مخاطر واستحقاقات الانغماس في البحوث الفلسفية، إذ سلط البعض الضوء على حجم التحديات المعرفية المحتملة والصراعات الداخلية المتوقعة أثناء السعي نحو فهم أعمق للأشياء الأساسية في الحياة.
جهود فرحات بناني وثريا البناني ورنا بن شعبان والطاهر التازي في فتح أبواب نقاش شامل حول مفهوم الفلسفة، تكمن أساسًا فيما يلي:
فرحات بناني: يرى أن الفلسفة ليست مجرد نظرية جامدة، بل هي مفتاح لعالمنا الداخلي وخارجنا، وسلاح فعال لفهم العلاقات المعقدة بين الدين والعلم. فهو دعوة دائمة للتدبر والتشكيك في حقائق وجودنا اليومية. كما برز اهتمامه الخاص باستحضار قوة الفلسفة كمصدر لاستيعاب ماهية الإله ضمن منظومة نظام عالمي واسع ومتداخل. وبالتالي فتلك المغامرة تستوجب شجاعة مواجهة مسائل دينية وعقلانية حساسة.
ثريا البناني: رغم توافقها مع نظرة زميلها حول تعدّد وجهات النظر والفائدة الهائلة لهذه المجالات المعرفية الواسعة، إلَّا أنها شددت على جانب سلبي محتمل يتعلق بطبيعتها الثقيلة بالإشكاليات الذهنية والمثالب المنطقية ذات الثنائيات غيرالحلولية. ومن ثمّ فقد قارنت الفلسفة بحالة بحر عميق جديرة بالسلوك، والذي عند اقتراب منه تحضر أمواجٌ من الاستبطان العميق مما يستحث مجددًا المزيد والاسترسال فيه بدلا من اختتام جواب قطعـي عنه. بالإضافة لذلك، ذكّرت الجميع بأنه قبل انطلاق سفينة المسافر فيها عليه إدراك مدى خشونتها وظروف مغامرتهم بها - حتى ولو كانت الأكثر تأثيراً وتحريكاً للمياه الروحية والنفسية لأقصى حدودها.
رنا بن شعبان: بتعبير مشابه لوجهتا النظر أعلاه، اعترفت بأن الأفكار الموسومة بفلسطين تمتلك القدرة للقذف بالحوار داخل متاهات ذهنية جذابة وغنية بالعناصر المشوقة بشأن البشرية وكل شيء آخر يدور حول وحدتهم الكونية. وإن الرصد المتواصل لمزيج الوصل والصدع بينهما عبر العدسات الفلسفية قادرعلى تغيير ضبابية صورة واقعهما وفي نفس السياق تبقى هناك حاجة ملحة لاتخاذ خطوة ثابتة تجاه قبول عدم الانتهاء الوشيك للنسب والحصول أخيرا على توقفات مؤقتة لبناء تصورات قابلة للاختبار لغاية بلوغ مراحل جديدة للدراسة. أما بالنسبة لها شخصيا فقد عزمت على اعتناق هذه العقيدة كمسعى حيوي قابل للمراجعة والتغيير وفقًا لما تستجد به الظروف.
الطاهر التازي: انتقاداته تبدو موالية لحجة ثريا ولكنه أردف موضحا ضرورة منع التقليل من شأن الأدوات الأدبية الموجودة لدي المصنف وقداستخدامها بكفاءة كاملة للتغلغل داخليا خارجياً – الأمر يؤكد أيضا صحته على الرغم انه يشير ناحيتها كونها مورد لإصدار المزيد من الاحتماالات العلموية وليس مجلدات مكتملة الملامح كإنتاج نهائي بذاته . كذلك اقتربت المقارنة المقترحة بهذا الشأن من أقرب شيء وضع مثالا عليها وهي \"البحر\" مقدر ومقدر لامتلاك الأشقاء جيدًا لمنولوجاته الخاصة بهم حين مشاركات عظيمة لنقاط مشتركة بناء علي التأثير المبذول باتجاهات مختلفة .