تعد سورة الإخلاص من السور المكية، وهي تتألف من ثلاث آيات فقط، لكنها تحمل في طياتها معاني عميقة وفضائل جليلة. وفقًا للفقهاء، يمكن فصل سورة الإخلاص عن الركعة الأخيرة في الصلاة، أو وصلها بها، دون تغيير في حكم الصلاة.
فيما يتعلق بالفصل، إذا صلى المسلم عشراً بإحرام واحد ثم فصل الركعة الأخيرة عن ما قبلها، فإن صلاته تكون صحيحة. أما إذا صلى بتشهدين، فلا يجوز له قراءة سورة بعد التشهد الأول. وفي أيام النحر والتشريق، يجب الكبر بعد كل سلام.
أما بالنسبة للوصل، فإذا أوتر المسلم بثلاث ركعات، فإنه يندب له أن يقرأ في الركعة الأولى "سورة الأعلى"، وفي الثانية "الكافرون"، وفي الثالثة "المعوذات". ويجوز فتح الواو في "المعوذات"، أي "المعوذ بهن". كما يندب له قراءة "الإخلاص" بعد الفاتحة في ركعتي الفجر.
ومن فضائل سورة الإخلاص أنها تعدل ثلث القرآن، كما ورد في الحديث النبوي الشريف. وقد سميت بهذا الاسم لأنها خالصة لله تعالى في صفته، أو لأن قارئها قد أخلص لله التوحيد. وتحتوي على تنزيه الله تعالى وبراءته عن كل ما لا يليق به.
سبب نزول سورة الإخلاص هو أن بعض المشركين سألوا النبي ﷺ عن صفة ربه، فنزلت هذه السورة الكريمة لتبين وحدانية الله تعالى.
وفيما يتعلق بإعراب سورة الإخلاص، فإن الآية الأولى "قل هو الله أحد" فيها "قل" فعل أمر مبني على السكون، و"هو" ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، و"الله" لفظ الجلالة خبره مرفوع للتعظيم بالضمة، و"أحد" بدل من "الله". والآية الثانية "الله الصمد" فيها "الله" مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة، و"الصمد" خبره مرفوع بالضمة، وهو فعل بمعنى مفعول من صمد إليه إذا قصده.
وبذلك نرى أن سورة الإخلاص تحمل في طياتها معاني عميقة وفضائل جليلة، ويمكن فصلها أو وصلها في الصلاة دون تغيير في حكم الصلاة.