رحلة عبر الزمن ودروس حياة: ملخص لرواية 'قبل أن تبرد القهوة'

التعليقات · 0 مشاهدات

تحفة أدبية جديدة تحمل اسم "قبل أن تبرد القهوة"، من تأليف الكاتب الياباني الشهير توشيكازو كواغوشي، والتي تم ترجمتها إلى اللغة العربية مؤخرًا. تدور أحدا

تحفة أدبية جديدة تحمل اسم "قبل أن تبرد القهوة"، من تأليف الكاتب الياباني الشهير توشيكازو كواغوشي، والتي تم ترجمتها إلى اللغة العربية مؤخرًا. تدور أحداث الرواية الغريبة والمثيرة داخل مقهى شعبي بطوكيو، حيث انتشرت شائعة مفادها أنه بإمكان زوار المكان استخدام كرسي معين لسفر عبر الزمن تحت ظروف خاصة جدًا.

وفق هذا الاقتراح الخيالي، إذا جلست على هذا الكرسي، يمكنك الانتقال عبر الحقبات الزمنية -إلى الماضي أو المستقبل-. لكن هناك شروط دقيقة لهذه الرحلات: أولًا، يجب ألّا تقابل إلا الأشخاص الذين كانوا سابقًا ضمن هؤلاء العملاء؛ ثانيًا، سفرك عبر الزمن لا يؤثر على وجودك الحالي؛ ثالثًا، ليست هناك فترة محددة للإقامة عند الوصول إلى وجهتك الجديدة -بمجرد الاستعداد للعودة، تستطيع النهوض تاركًا الكرسي لمن يخلفك– وأخيرا وليس آخرا، تبدأ رحلتك الفريدة بمجرد سكبت قهوتك وتنهي حينما تصبح هادئة وخالية من النكهة الأصلية.

تنقسم الحبكة الرئيسية لـ"قبل أن تبرد القهوة" إلى أربع حكايات فريدة لكل منها قصة ملهمة تعكس مواقف الحياة المختلفة. الأولى هي امرأة تعاني بسبب قرار بائس اتخذته بشأن خيانة خطيبها السابق، فتستخدم القدرة غير الاعتيادية للسفر بالزمن لإصلاح الأمور. الثانية تتعلق بامرأة فقدت ذاكرة زوجها نتيجة مرض الزهايمر، فهي تستخدم الزمن لقضاء لحظات أخيرة معه مليئة بالأحضان والدفء الأخير. الثالثة تحكي عن طفلة صغيرة فقدت اختها في كارثة حافلة مدرسية، تسعى لاستعادة ذكريات الأخيرة والاستمتاع بها مرة أخرى. وأخيراً شخصية المرأة الحامل المصابة بخوف عميق بشأن صحة جنينها المشكلة الصحية لها فرصة للحصول على راحة البال وذلك باستخدام مهارة عبور الزمن لرؤية ابنها وهو بصحة جيدة.

في جوهر الأمر، يعرض لنا كوجوشي رؤية فلسفية مغايرة لعادات التفكير التقليدية البشرية. إنه يشجع القراء على تغيير منظورهم نحو الحياة والأحداث والتحديات المؤلمة فيها. فهو يقدم رسالة واضحة بأن الانزعاج والخوف لن يزيلان الألم النفسي ولا سيئي الطالع بشكل عام ، بينما قد يساعد قبول الوضع الراهن والثقة بالنفس الأفراد للاستمتاع بحياة أكثر سعادة وإشباع عاطفي. ويُظهر المؤلف أيضًا جمال العلاقات الشخصية وكيف أنها تعتبر أساس الراحة الداخلية وطريق السلام الداخلي الحقيقي .

تم نشر عمل الأدب الغني هذا بواسطة دار للنشر ذات شهرة واسعة بعنوان "الدar العربيّة للنّشر". صدر الكتاب في الخامس عشر من شهر أكتوبر للعام الواحد والعشرين ومائة ألف ميلادي, ويتألّف من ٢٥٤ صفحه مما يجعل تجربة القراءة ممتعة ومتكاملة للغاية. ومن الجدير بالملاحظة بعض الأقوال الجذابة التي رفعت مستوى الرواية بين الأعمال الفنية الأخرى :

-"لن أتسامح مجددآ لأحدٍ بإعطائي أوامرها أكثرَ , وسأتوقف تماما عن قبولي لأن أصبح مجرد رهينة للغالبية!"

-"الصمت سيّد الحكمة بالنسبة لي!مهما كانت الضغوط الخارجية كبيرة."

-"الحزن دموع القلب ورغم شدته يسمو عليه الترجي والصلاة".

التعليقات