يلعب الإحصاء دورًا حاسمًا في مجال علم النفس، سواء كان ذلك في البحث العلمي أو التطبيق العملي للعلاج النفسي. يعد استخدام الأدوات الإحصائية ضروريًا لتجميع البيانات وتحليلها بشكل دقيق وفهم العلاقات بين المتغيرات المختلفة التي تؤثر على سلوك الأفراد وأداء وظائفهم العقلية. من خلال التحليل الإحصائي، يمكن للباحثين وعلماء النفس وضع فرضيات حول الظواهر الإنسانية ودعم هذه الفرضيات بالأدلة القابلة للقياس.
في ميدان البحوث النفسية، تعد التقنيات الإحصائية الوسيلة الرئيسية لجمع بيانات دقيقة وغنية بالمعلومات. تساعد وسائل جمع البيانات مثل الاستبيانات والمقابلات والتجارب المعملية الباحثين على الحصول على تصورات واضحة لسلوك الأشخاص وردود فعلهم تجاه مختلف المحفزات البيئية والنفسية. ومع ذلك، بدون تحليل إحصائي مناسب لهذه البيانات الجماعية، قد تكون هناك صعوبات كبيرة في تحديد الأنماط والعلاقات الهامة داخل مجموعات كبيرة ومتنوعة من المواضيع البشرية.
يتضمن الجانب الرئيسي للتحليل الإحصائي فهم كيفية قياس المتغيرات بطريقة موحدة وموثوق بها عبر مجموعة متنوعة من الحالات والأشخاص الذين يتم دراستهم. إن تطوير مقاييس ذات صلة ودقة يضمن قدرة علماء النفس على رسم خرائط متماسكة للأداء العقلي والسلوكي للموضوعات تحت الدراسة. تلعب الاختبارات المعيارية والمعاملات المختلفة أيضًا أدوارًا محورية في ضمان الصدقية والإمكانية المقارنة لمختلف نتائج القياسات المستخدمة ضمن نفس الخطوط العريضة لأبحاث معينة وبين خطوط أخرى مختلفة منها أيضاً.
بالإضافة إلى كونها مفيدة للغاية في إجراء البحث العلمي، فإن مهارات التعرف على البيانات والاستنتاج بناءً عليها مطلوبة بشدة عند تطبيق ممارسات العلاج النفسي السريري اليومي كذلك. تستخدم خدمات استشارة المرضى العديد من مقاييس المواقف المشتركة للتقييم الدقيق للحالة الراهنة للشخص محل تساؤلات بشأن حالته الصحية النفسية وكذلك تقدير مدى تقدم حالتِـه أثناء فترة علاجه بغرض التأكد مما إذا كانت الطرق المستعملة تحقق نجاحاتها المنشودة أم أنها تحتاج لمزيدٍ من التعديلات والتعدُّد في مسالك التفكير بما يحقق هدفَ الخطة العلاجية الشاملة لحالتهم الخاصة والتي تستوجبان بالتالي إعادة النظر فيها كل حين وحين لإدخال التحديث اللازم لها وفق ما يقتضي الأمر ويتطلبه الوضع البدني للنفس!
إن معرفة مفاهيم إجرائية نحو العمل بالإحصائيات بالإضافة لاستخدام نماذج رياضية منطقية ترسم الفروقات العددية لكل حدث مستهدف لدراسته يدفع بنا جميعاً لأن ندرك أهميته القصوى عندما نسعى لفَهْم طبيعة النفس البشرية وعناصر تشكيل الشخصية وسلطتها الداخلية والخارجية وآليات تأثيرات تلك العوامل مجتمعتين بعوامل خارجية تأثيرهما مباشر وغير مباشر أيضا - ولابد هنا إلا أن نشيد بمقدرتنا الآن بعد هذا الفهم للاستغراق عميق أكثر بتوسيع دائرة نظرتنا لما يعرف بإدارة الذات وإعادة برمجتها إذ يعطي الإنصاف حقّه لحقيقة المساعدة المثلى لمنطقة الصحة النفسية وهيمنة فاعلية التدخل المؤثر بكل جنبات حياة الشخص العامّة والشخصيه خاصة ! وهكذا ندرك كمادتنا العلمية المعرفية التصاعدبة قوة هائلة لبناء سعادة الانسان الداخلي وخلق بيئة صحية نفسيآ ممتازة تعكس انعكاس جميلا وسط المجتمع الذي ينتمون اليه ويحصلون علي رضاهم الاجتماعي والجماعــي منه .فالاستناد لسليم الأصول يؤدي حتما لشكل رزين وثابت للنموذج البشري المرئي أمام عين الجميع وهو نفسه الناجح بسيره بالحياة باختلاف مواطن اختلافاته واختصاصاته وانفتاح افقا أفكار جديده مبتكر