كتاب "مذكرات خير الدين بربروس"، من تأليف القائد العسكري والقبطان الشهير خير الدين بربروس نفسه، يحكي قصة حياته وتجاربه الفريدة كمجاهد بحري تحت راية الدولة العثمانية. المؤلف، المعروف أيضاً باسم خير الدين باشا أو خضر بن يعقوب، ولد في جزيرة ليسبوس اليونانية سنة 1466 ميلادياً. خدم بربروس كزعيم لقوات البحرية العثمانية في الفترة الذهبية للدولة، والتي كانت تمر بإدارة السلطان سليمان القانوني.
يتألف هذا العمل الأدبي الاستثنائي من حوالي ٢٢٤ صفحة، ويغطي فترة هامة ومفصلة من تاريخ المنطقة المغاربية والعلاقات الدولية آنذاك. يقدم الكتاب نظرة مباشرة ومعاصرة للحروب والرحلات والتحديات التي واجهها الفريق البربري أثناء محاولتهم لتحرير المدن المستعمرة مثل الجزائر وتونس من سيطرة القوات المسيحية الأوروبية بقيادة إسبانيا.
وقد تم ترجمة النص التركي الأصل للبرنامج إلى العربية بشكل رائع من قبل المؤرخ الجزائري الدكتور محمد دراج ونُشرت الطبعة الأولى بواسطة دار النشر الأشهر والمرموقة "الأصالة". وعلى الرغم من أنه يندر وجود نسخ غير مترجمة من المصدر الأول إلا أنها محفوظة لدى مكتبات بارزة كجامعة اسطنبول وجامعات أخرى بالعاصمة التركية.
ومنذ بداية المشروع الجهادى والبحرى لعائلة البربري - تشمل الأخوة الأربع- فقد اختاره القدر لتولي دور الناجي الوحيد بعد سقوط زملائه الثلاثة شهداء فى ساحات الحرب المختلفة بما فيها طرابلس الغرب وأمستردام وأمستردام الشرقية. وبفضل شجاعته وإخلاصه وانتمائه الروحاني للإسلام فقد حقّق انتصاراً باهراً ضد قوات العدو سواء كانوا رومانيون أم اسبان أم فرنسيين مهّد الطريق نحو الحرية الدائمة لهذه البلدان العزيزة عليه وعلى المسلمين جميعاً.
في كتاباته الشخصية المنشورة هنا، يستعرض الخضر قصصه المحلية والأحداث العالمية كما يتصورهما شخص شهِد تلك اللحظات الهامة. فهو يشجع جنوده بإصرار وروعة قبلاً على مواجهة المصير الأخير بكل ثقة إيمان بأنه هدف مقدَّس وحياة جديدة أعظم ستكون مكافأة لهم عند رب العالمين. إن قوة الولاء الراسخ تجاه دين الإسلام والإيمان المطلق بقيمة الجهاد تظهر بوضوح شديد عبر صفحات هذه التحفة التاريخية الرائعة. إنها دعوة للتأمل حول تضحيات عظماء الماضي ودورهم الكبير في بناء مستقبل ناجح لشعوب عديدة تربطها رابطة مشتركة هي عقيدة واحدة وخالصة وهي العقيدة الاسلامية.