يتناول نقاش مجتمعي عميقاً مسألة غريبة قد تكون أثارت فضول الكثيرين - لماذا يتمتع بعض الأنواع الأخرى بسلوكيات معرفية مدمجة عند الولادة بينما يبدو البشر بحاجة لأعوام طويلة لجمع المعلومات والمعرفة الأولية؟ الدكتور حكيم الدين بن جابر يطرح منظور تَطوري، حيث يشير إلى أن افتقار الإنسان للذاكرة الوراثية ليس عطلاً بل تعديلاً طبيعياً أدى لتميز بشرية بالإبداع والثقافة. فهو يرى أن قدرة البشر على التكيف السريع مع الظروف المتغيرة عبر تعلم مستمر كانت عاملا رئيسيا في نجاحهم كنوع.

لكن يونس بن جلون يتعمق أكثر مؤكداً على وجود توازن ضروري بين هذين الجانبين. رغم أهميتها، فإن المرونة العقلية تأتي بمخاطر أيضا؛ فترة الطفولة الطويلة تعني حاجتنا للأهل والمجتمع للمساعدة خلال تلك الفترة الحرجة من التنشئة الاجتماعية والعلمية. وبالتالي، فالنجاح البشري جاء من تحقيق توازن دقيق بين القدرات الطبيعية والتدريب المكتسب.

إن فهم سبب التصميم الخالق لهذا النظام المعقد داخل أجسامنا يساهم في تقديرنا لوحدة التكوين البيولوجي للسلوك الإنساني وتعقيده.