كتاب "المقتبس من أنباء الأندلس" هو عمل تاريخي قيم ألفه المؤرخ الكبير ابن حيان القرطبي (377-469 هـ). يغطي هذا الكتاب تاريخ الأندلس منذ الفتح الإسلامي لها في العام 91 هـ وحتى فترة حكم الخليفة عبد الرحمن بن الحكم، المعروف بالحكم المستنصر بالله.
اعتمد ابن حيان في كتابه على دراسة متأنية للكتب التاريخية السابقة حول الأندلس، حيث قام بمقارنة المعلومات وتدقيقها قبل صياغة كتابه. يقدم "المقتبس" نظرة شاملة ومتكاملة لتاريخ الأندلس، ويقع الكتاب في مجلد واحد يتألف من 232 صفحة.
يتناول الكتاب مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بالأندلس، بما في ذلك التاريخ السياسي، العمراني، والاجتماعي. ومن أبرز المواضيع التي يغطيها الكتاب:
- سنة ست وثلاثين ومائتين: يركز هذا الفصل على الخليفة الأمير عبد الرحمن بن الحكم، ويذكر بعض الأحداث المهمة التي وقعت خلال فترة حكمه، مثل معركة البيضاء بين المسلمين والجاشقيين.
- سنة ثمان وثلاثين ومائتين: يتحدث عن وفاة الأمير عبد الرحمن بن الحكم وتولي ابنه محمد بن عبد الرحمن للخلافة. كما يقدم وصفًا تفصيليًا للأمير عبد الرحمن، بما في ذلك مظهره الجسدي وخصائصه الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يذكر أسماء أبنائه الذين بلغ عددهم أربعين شخصًا.
- أخبار متفرقة: في هذا الفصل، يقدم ابن حيان معلومات متنوعة حول خصال ومناقب الأمير عبد الرحمن، بالإضافة إلى ذكر المجاعة التي حدثت خلال فترة حكمه. كما يتطرق إلى موضوعات مثل الداخلين لديوان الأمير عبد الرحمن من قومه، والرثاء الذي قيل في الأمير عبد الرحمن، وشخصيات بارزة في ذلك العصر مثل عيسى بن دينار والحارث بن أبي سعد والشيخ يحيى بن يحيى.
يعد كتاب "المقتبس" مصدرًا غنيًا للمعلومات حول تاريخ الأندلس في فترة مهمة من تاريخها، ويظل مرجعًا قيمًا للمؤرخين والباحثين المهتمين بتاريخ الأندلس الإسلامي.
