تعتبر النظرية البنيوية واحدة من أكثر الاتجاهات الفلسفية والأدبية تأثيراً خلال القرن العشرين، وهي حركة ظهرت كرد فعل ضد التقليد الرومانسي وتوجيه نحو دراسة اللغة والتعبير الأدبي بطرق جديدة وعلمية. هذه الحركة التي بدأت بشكل رسمي مع كتاب "لغة الشعر"، للفرنسي رولاند بارث عام 1953، ركزت أساساً على تحليل بنية العمل الأدبي ككيان مستقل وليس فقط كعكس للمعنى الشخصي أو الغرض الكاتب.
في هذا الإطار، يرى البنيويون أن المعنى لا يكمن ضمن الكلمات نفسها ولكن في العلاقات بينها داخل السياق الأكبر للنص. بالتالي، فهم ينظرون إلى القواعد الداخلية للتواصل اللغوي باعتبارها المحرك الرئيسي للإدراك الدلالي. بالنسبة لهم، كل حرف وكل كلمة تعمل كمكون أساسي لبنية محكمة ومترابطة، مما يخلق ما يعرف بالـ "معنى اللحمي". هذا يعني أنه بينما يمكن انتزاع جزء من الجميلة الجميلة الجمالية من سياقها ومع ذلك تبقى جميلة بكامل معناها، إلا أنها تفقد الكثير عندما يتم تقديمها خارج نطاق الجملة الأصلية.
التركيز على البنية ليس مقتصرا على الدراسات الأدبية فحسب؛ بل امتدت أيضاً إلى مجالات أخرى مثل الأنثروبولوجيا والفلسفة. لكن النقاد البنيويين أثارت العديد من الاستفسارات حول مدى قابليتها لتفسير الظواهر الاجتماعية والثقافية المعقدة ببساطة عبر منظار البنيات الثابتة.
بالتالي، رغم الانتقادات والنقاشات المستمرة حول حدود نظرية البنيوية، فإن تأثيرها واضح ومستمر حتى يومنا الحالي في معظم المجالات المعرفية والعلمية الإنسانية.