رواية 'وكالة عطية': تجسيد ساحر للواقع المصري تحت حكم الملك فاروق

التعليقات · 8 مشاهدات

تعد "وكالة عطية"، وهي واحدة من أشهر الأعمال الأدبية لكاتبها خيري شلبي، تحفة فنية تعكس الحياة الاجتماعية والثقافية لمصر خلال فترة الحكم الملكي للملك فا

تعد "وكالة عطية"، وهي واحدة من أشهر الأعمال الأدبية لكاتبها خيري شلبي، تحفة فنية تعكس الحياة الاجتماعية والثقافية لمصر خلال فترة الحكم الملكي للملك فاروق. هذه الرواية، التي نشرت عام 1962، تعتبر وثيقة أدبية قيمة تتناول تاريخ مصر الحديث بشكل دقيق وشديد الحساسية.

بإسلوبه البارع، يستعرض الكاتب حياة أبناء الطبقة المتوسطة العليا في القاهرة الفيكتورية، مركّزاً خاصةً على شخصية عاطف أفندي، وهو رجل أعمال ناجح يعمل بوكالة سياحة تدعى "عطية". يتميز الكاتب بنظرة ثاقبة حادة إلى طباع المجتمع آنذاك وأعرافه الأخلاقية والاقتصادية.

الشخصيات الرئيسية في القصة ليست مجرد شخصيات سردية؛ بل هي انعكاس حي للأحوال السياسية والاجتماعية التي كانت تموج بها البلاد. يقدم شلبي صورة واقعية وحية للحياة اليومية في مصر قبل الثورة المصرية عام 1952، مع التركيز على العلاقات الشخصية والمعقدة بين مختلف الفئات الاجتماعية مثل الأثرياء والأغنياء والميسورين نسبياً وغيرهم ممن يعيشون ضمن دائرة ضيقة ولكن متشابكة للغاية.

تتمتع "وكالة عطية" بموهبتها السردية الرائعة وأوصافها الدقيقة للتاريخ والجغرافيا والمعمار المحلي مما يجعلها أكثر من مجرد عمل أدبي - إنها قطعة من التاريخ الحي للعهد الملكي بمصر. باستخدام تقنيات سرد مبتكرة ونبرة فلسفية عميقة، يخلق المؤلف عالماً غنياً بالتفاصيل، يجذب القراء ويأسرهم منذ الصفحات الأولى وحتى آخر كلمة.

إن أهمية "وكالة عطية" تكمن ليس فقط في محتواها الأدبي المؤثر، وإنما أيضاً كوثيقة تاريخية أثبتت أنها مصدر مهم لفهم التجربة الإنسانية خلال تلك الفترة الزمنية الهامة في تاريخ مصر.

التعليقات