نبذة شاملة عن حياة وأعمال الأديب الفرنسي الكبير ألبرت كامو

التعليقات · 0 مشاهدات

ولد الأديب الفرنسي والأستاذ الجامعي السابق ألبرت كامو بتاريخ 7 نوفمبر/ تشرين الثاني عام ١٩١٣ في مدينة مونتفيداو شرقي الجزائر العاصمة, وعلى وجه الدقة م

ولد الأديب الفرنسي والأستاذ الجامعي السابق ألبرت كامو بتاريخ 7 نوفمبر/ تشرين الثاني عام ١٩١٣ في مدينة مونتفيداو شرقي الجزائر العاصمة, وعلى وجه الدقة منطقة طارف التي تنتمي للجزائر الشرقية. ورغم أصله الجزائري وخبرته القصيرة نسبياً بالعيش في فترة ثلاثينات القرن العشرين إلا أنها شكلت بالفعل أساساً رئيسيًا لنظرته للحياة وفلسفته الخاصة. فقد تأثر بشدة بالتجارب الاجتماعية والثقافية الغنية لهذه الفترة مما جعله أحد أكثر الشخصيات المشاركة بمناقشات دائرة الأفكار الراديكالية المتنامية آنذاك والتي تشكلت بنواة فلسفية راسخة.

انتقل لاحقاً إلى باريس واستقر بها ليواصل تعليمه الأكاديمي حيث حصل على شهادة عليا تخصص فيها بتحليل المقارنة العقائدية للفلاسفة القدماء مثل افلاطون وأوجستين. ولكن صحته المنحطة -نتيجة إصابته بداء السل- اضطرتْه للتخلي مؤقتًا عن طموحاته التعليمية واتجه نحو عالم الصحافة والإعلام السياسي كتابةً وإلقاءً وذلك عبر عدة جبهات منها مجلة كومبات الشهيرة والمعروفة بخدماتها الوطنية للمقاومة خلال الحرب العالمية الثانية. كما عمل أيضًا كممثل مسرحي وساهم بإخراج العديد من الأعمال المسرحية الصغيرة والكبيرة كذلك الأمر.

بدأت رحلة نجاح كتاباته حين نشر أول قصة قصيرة له سنة ۱۹۳۷ تحت اسم «الأجنبي»، وهي القصة التي مهدت الطريق أمام ظهور روايته الأكثر شهرة باسم «الغريب» عام ۱۹۴۲ والذي أكسبته الشهرة الواسعة داخل فرنسا وخارجها نظرًا لدراسته المستفيضة لحالات الانسان المعاصر "العابر". وفي هذا السياق نفسه أتبع نفس النهج النقدي تجاه المجتمع الحديث وظاهرة العنف السياسية وتحولات الشخصية البشرية نتيجة الظلم والقهر الاجتماعي وغيرها العديد من المواضيع الهامة الأخرى ضمن أعمال أدبية مميزة كالكتاب الأشهر عنه 'أسطورة سيزيف'.

على الرغم من تضارب الآراء بشأن انتمائه الفكري خاصة تلك المرتبطة بالمدرسة الوجودية بقيادة صديقه الحميم جان بول سارتر إلّا أنه ظل يتمسك برؤيته النظرية متمثلة في رفض جميع الهويات الجماعية والزعماء السياسيين الذين سعوا لتحويل مجتمعه العربي الجزائري الى مجرد دولة ماركسية - لينينية مثقوبة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

بعد حصوله على جائزة نوبل للأدب عام ۱۹۵۸ تقديرا لمساهماته الفكرية اللافتة اتجاه قضاياه الإنسانية الملحة والساخنة طبقا لناحية توصيف مجلس إدارة الجائزة لها ، أصبح واحدا ممن احتفل بهم اصحاب الجيل ذاته ولم يفقد بريقه أبداً وسط عشاق الفن الراقي ورواة الحكايات الواقعيين حتي اليوم نظرا لأنه صاحب قلم يسافر بنا فوق خرائط التاريخ والجغرافية محاولًا فهم طبيعتنا المشوشة وضمان حقوقنا المغيبة .

توفي وديعا وبرغماتيه يوم الرابع من يناير العام التالي مباشرة لذلك الحدث العالمي الكبير تحديدًا عند حدود موقع سان مارتن دي فيراس قرب سانس جنوب غرب باريس تاركين خلفهم مشروع روائية تستعرض مراحل طفولة ومعاناتهو وجراح الماضي الدامية وكل ما ارتسم عليه لوحة حياته الجمالية الرائعة بالإضافة لعشرات التصورات الجديدة لبرامج تلفزيونية ومسلسلات سينمائية مختلفة تمام الاختلاف مقارنة بسابق تجاربه الاولى بالأسلوب الأوروبي التقليدي المعتمد سابقًا عليها سواء كانت بطابع ساخر ام جدّي!

التعليقات