يُعدّ مفهوم الانتشار الحراري أحد المفاهيم الفيزيائية الهامة التي تشرح كيفية انتقال الحرارة بين الأجسام المختلفة بناءً على درجة حرارة كلٍ منها وخواص المواد المكونة لها. يعتمد هذا النوع من النقل الحراري - المعروف أيضاً بالإشعاع الحراري - على حركة الجسيمات داخل المادة وليس عبر نقل سائل مثلما يحدث في الحمل الحراري.
يتأثر معدل الانتشار الحراري بعدد من العوامل الأساسية بما فيها الفرق في درجات الحرارة بين الجسمين المرتبطين, مساحة سطح الاتصال, سمك طبقة الانعزال (في حالة وجودها), بالإضافة إلى الخصائص الفيزيائية للمواد نفسها كالتوصيل الحراري والكثافة والحجم. هذه العوامل مجتمعة تحدد مدى سرعة فقدان أو اكتساب الحرارة.
بالنسبة للتحكم في الانتشار الحراري، يمكن تحقيق ذلك باستخدام مواد عازلة ذات توصيلات حرارية منخفضة لمنع تسرب الحرارة. كما يلعب التصميم الهندسي دورا رئيسياً هنا، فمثلاً زيادة المساحة السطحية للسطح المتصل قد يؤدي لزيادة معدلات تبادل الطاقة الحرارية وبالتالي تقليل وقت الوصول لحالة توازن حراري ثابت.
من الأمثلة الواقعية لهذه الظاهرة استخدام القشوف القابلة للإزالة لتخزين الطعام باردا؛ حيث يتم استبدال الهواء الدافئ بالقرب من أسفل البرميل بنفس كمية الهواء البارد ولكنه أقل كثافة مما يسمح له بالارتفاع نحو الأعلى بسبب انخفاض وزنه نسبيًا مقارنة بجسده الأكبر حجماً. وهذا يعيد إنتاج دوامة هوائية طبيعية تعمل كتكييف داخلي طبيعياً تحافظ عليه عند المستويات المرغوبة.
وبذلك فإن فهم عملية الانتشار الحراري وتطبيق أدوات مختلفة لإدارة تأثيره يعد أمراً أساسياً لتحقيق كفاءة واستدامة أعلى سواء في الصناعة أو الحياة اليومية.
