نشأة علم الأنثروبولوجيا: رحلة البحث عن جذور البشرية

التعليقات · 9 مشاهدات

تُعدّ الأنثروبولوجيا أحد الفروع العلمية التي تهتم بدراسة الإنسان من جوانبه المتنوعة؛ الاجتماعية والثقافية والتاريخية وعلم الأعراق والبشر القديم وما إل

تُعدّ الأنثروبولوجيا أحد الفروع العلمية التي تهتم بدراسة الإنسان من جوانبه المتنوعة؛ الاجتماعية والثقافية والتاريخية وعلم الأعراق والبشر القديم وما إلى ذلك. تشير كلمة "أنثروبولوجيا" نفسها إلى الدراسة المجردة للبشر وتأتي من كلمتين يونانيتين هما "ánthrоpos"، والتي تعني إنسان، و"lόgos"، وتعني دراسة. يعود تاريخ هذا العلم إلى القرن الثامن عشر، ولكنه شهد تحولات كبيرة خلال القرون اللاحقة حتى أصبح ما نعرفه اليوم.

في البداية، كان يُعرف باسم ""folklore"" (علم الشائعات الشعبية) وكان يركز بشكل أساسي على جمع القصص والممارسات التقليدية للأمم غير الأوروبية. ومع ذلك، مع ظهور حركة التأريخ الطبيعي والحركة الرومانسية والفلسفة المثالية الألمانية في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، بدأ التركيز ينتقل نحو فهم طبيعة وجود الإنسان وحالته الأصلية قبل تأثير الحضارة الحديثة عليه.

كان إدوارد بورن جونز أول من استخدم مصطلح "الانثروبولوجيا الثقافية" عام ١٨٧٦ م، بينما ظهر مصطلح الانثروبولوجيا البيولوجية لأول مرة بواسطة توماس هنري هكسلي عام ١٨٥٩ م. كما ساهم عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم بشدة بتوسيع نطاق التطبيق الاجتماعي للعلم عبر مؤلفاته حول العلاقات بين العادات والقوانين والأديان داخل المجتمعات المختلفة.

وفي الآونة الأخيرة، تطوّر مجال الأنثروبولوجيا لتشمل مجالات فرعية متخصصة مثل الأنثروبولوجيا النفسية والاقتصادية والجينية وغيرها الكثير. يسعى هؤلاء الخبراء لفهم كيفية تأثر حياة الناس وممارساتهم بالعوامل الجغرافية والاجتماعية والتاريخية المعقدة وكيف تفسر هذه الظواهر تحديات الحياة الإنسانية المشتركة. إنها بالفعل رحلة بحث مستمرة تستكشف عمق التجربة الإنسانية منذ بداية الزمن وحتى يومنا الحاضر.

التعليقات