تعد عملية تحسين تجربة التعلم أمرًا بالغ الأهمية لكل من المعلمين والمستفيدين منها، وهي العملية التي يلتقي فيها مصطلحا "تصميم التعليم" و"تصميم التدريس". بينما غالبًا ما يُستخدم هذان المصطلان بشكل مترادف، إلا أنهما يشيران إلى جوانب مختلفة من عملية تقديم مهارات ومعارف جديدة للمتعلمين. ففي حين يتمحور تصميم التعليم حول تحديد الأهداف والسياقات العامة للبرنامج التعليمي، فإن تصميم التدريس ينصب تركيزه أكثر على تطوير استراتيجيات محددة تساهم في تحقيق تلك الأهداف.
تصميم التعليم هو مرحلة أولية تركز على رسم الخطوط العريضة للأهداف طويلة المدى وأسس البرنامج الأكاديمي ككل. تتضمن هذه المرحلة فهم الاحتياجات الخاصة بالم群體 المستهدف وحاجات المجتمع المحلي والسوق الوظيفية المتعلقة بالمجالات الدراسية المختلفة. الهدف الرئيسي هنا هو وضع إطار واضح ومحدد لإرشاد المؤسسات التعليمية نحو تلبية الطلب على المواهب الجديدة والمتخصصة. ويتطلب الأمر مراعاة عوامل مثل ملاءمة الجداول الزمنية للدراسة، والتفاعل مع البرامج الأخرى ذات الصلة داخل الجامعة، بالإضافة إلى التحقق مما إذا كان التنفيذ العملي محتملًا وبأسعار معقولة ضمن القيود المالية والنفسية والعمرانية الحالية.
على سبيل المثال، قد يقترح فريق التصميم برنامج بكالوريوس جديد في علوم البيانات بناءً على حاجة سوق العمل المتزايدة لهذه المهارة، وكذلك لسد الفجوة المعرفية بين خريجي الرياضيات والحاسوب الذين يحتاجون لمزيد من التدريب العملي قبل دخول المجال مباشرة. ومن ثم سيُمهد هذا القرار الطريق أمام خطوات لاحقة مهمة للغاية مرتبطة بتصميم التدريس نفسه والذي يأتي بعد ذلك مباشرة لتحديد كيفية تنفيذ الدورات الأكاديمية وكيف يمكن نقل الخبرة والمعرفة بطريقة فعالة للمتعلمين أثناء قيامهم بخوض رحلاتهم العلمية.
ومن ناحية أخرى، يقوم تصميم التدريس بتطبيق مفاهيم التصميم العام من خلال إنشاء وحدات دراسية فردية ودروس منتظمة بما يحقق أغراضها المنشودة بشكل فعال. وهو يهتم باستراتيجيات التسليم واستخدام المواد الصفية المناسبة وطرق التقويم والدعم اللازم لتحقيق النمو الشخصي والجماعي كلعبةٌ للفصولِ الأولى والتي تعتمدُ عليها جميعُ الأعمال الآتية فيما بعد.
يقوم المُصممون أيضًا بدراسة وفهم شخصية المتعلم ونوعيته - سواء كانت مجموعة كبيرة أم صغيرة ومتنوعة ثقافيًا واجتماعياً وجنسياً - وذلك لاتخاذ قرار بشأن الوسائل الأكثر تأثيراً لنقل المحتوى الفكري والفني والثقافي وفقاً لما يناسب نوع المجتمع الحالي.
إن اختيار مسار مُعين لحلقته الدراسية مثالياً لاستشراف مستقبل طالب فضولي يستحق حقّ النظر إليه باعتباره جزء حاسم اخرى تلعب دوراً محورياً في سلسلة الرباط الواصل بين تصاميم أساسية تدفع نحو واقع جامعي ديناميكي يسعى للقيمة لكل طرف فيه إذ يعطي الأولويات للأعمال العملية وإعداد طلاب محافظتهم ساعات عمل مدفوعة الأجر كما يفعل الطلاب حاليًا بممارسات تخصصات جديدة خارج نطاق عملهم التقليدي تمام التأكد بأن الاستثمار الرأسمالي والإداري سوف يؤتي ثماره عبر أدوات محفزة تُشرك مشاركة الدرجة الثانية للشركات الناشئة والأفراد المؤثرون في مجتمعنا لصنع فرق إيجابي في حياتهم وتعزيز نمو اقتصادنا الوطني بشكل عام.
