مقارنة عميقة بين نظامي الحكم: الديمقراطية التمثيلية مقابل الديمقراطية التشاركية

التعليقات · 2 مشاهدات

تعتبر كلٌّ من الديمقراطيَّة التَّمثيليَّة والتشاركيَّة نسختين رئيسيتين من النظام الهادف إلى تحقيق حكم الشعب وتعبير الرأي الشعبي بشكل مباشر وغير مباشر

تعتبر كلٌّ من الديمقراطيَّة التَّمثيليَّة والتشاركيَّة نسختين رئيسيتين من النظام الهادف إلى تحقيق حكم الشعب وتعبير الرأي الشعبي بشكل مباشر وغير مباشر عبر المؤسسات السياسية المنتخبة. لكن كيفية الوصول لهذه الغاية تتباين تمامًا فيما بينهما.

الديمقراطية التمثيلية هي الشكل الأكثر شيوعا للحكم النموذجي للدول الحديثة. هنا تُنتخب مجموعة صغيرة من الأفراد - عادة ما يطلق عليهم "النواب"، ليمثلو الآخرين في عملية صنع القرار السياسي. هذه العملية غالبًا ما تتم عبر الانتخابات التي تسمح للمواطنين بالتصويت لتلك الشخصية التي يرون أنها ترجع مصالحهم. بمجرد انتخاب هؤلاء الأعضاء، يحصلون على سلطات لاتخاذ قرارات نيابة عن الناخبين الذين اختاروهم.

من ناحية أخرى، تقدم لنا الديمقراطية التشاركية رؤية مختلفة جداً حول مشاركة المواطن في العملية الديموقراطية. بدلاً من منح السلطة فقط لأولئك الذين يتم اختيارهم للتمثيل، تشجع الديمقراطية التشاركية جميع المواطنين على الانخراط بشكل مباشر في العمليات السياسية اليومية. هذا يمكن أن يشمل اجتماعات المجتمع المحلي، والمناقشات العامة، واستفتاءات المواطن وغيرها الكثير. الفكرة الأساسية هي تعزيز مستوى أعلى من المساءلة والاستشارة في العملية السياسية التقليدية.

في حين تركز الأولى على تمثيل مجموعة معينة من الناس، فإن الثانية تعتمد أكثر على مشاركة الجميع في اتخاذ القرارات بغض النظر عن موقعهم الاجتماعي والاقتصادي. وبالتالي، بينما قد توفر الديمقراطية التمثيلية بعض المرونة والأمان لأنظمة كبيرة ومعقدة، فقد يعزز الديمقراطية التشاركية شعوراً أقوى بالتواصل الاجتماعي والمسؤولية لدى المواطنين. إنها ليست سوى وجهتين مختلفتين لنفس العملة وهي الحرص على تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية.

التعليقات