يتمتع الضوء بكفاءة نقل عالية جداً وهو أساس العديد من الظواهر الطبيعية والتطبيقات التقنية التي نعرفها اليوم. يميل البعض إلى الاعتقاد بأن سرعة انتقال الضوء تكون ثابتة بغض النظر عن الوسيط الذي ينتقل فيه؛ ولكن هذا ليس صحيحاً تماماً. إن فهم كيفية تغير سرعة الضوء عندما يمر عبر وسط ما مثل الفراغ أو الماء الزجاجي يمكن أن يساعدنا في التعرف على خصائص هذه الأوساط بشكل أفضل.
في الوسط الشفاف مثل الزجاج، تتباطأ سرعة الضوء مقارنة بتلك المسجلة في الفضاء الخالي. يحدث ذلك لأن الجزيئات داخل المواد شبه شفافة تقوم باستهلاك بعض الطاقة المتوفرة لدى موجة الضوء أثناء مرورها خلال المادة. وبالتالي فإن طول الموجة الموجبة للضوء وترددها ينخفضان بينما تنخفض كذلك طاقتها. وهذا التأثير هو المعروف باسم "الكسور".
على سبيل المثال، عند مروره بالزجاج، يصل انكسار ضوء الشمس المرئي عادةً إلى حوالي 2/3 فقط من سرعتها الأصلية وهي حوالي 3 * 10^8 م/ثانية في الفراغ. لذلك، وباستخدام القوانين البصرية الأساسية، نجد أنه كلما كانت كثافة المادة أعلى، كانت نسبة الانخفاض الأكبر لسرعتها أيضًا - حتى لو كان الاختلاف بسيطا بالنسبة للفراغ العميق الدarkness of space vacuum).
هذه الخاصية تعتبر جزءا حيويا لفهم طبيعة الضوء وأدوارها المختلفة ضمن تشكيل عالمنا الفيزيائي. فهي تلعب دوراً مهماً في علم البصريات وكيف نقوم باستخدام العدسات والمرايا وغيرها لتوجيه وحصر خيوط الضوء حسب الحاجة لمجموعة متنوعة من الاستعمالات العملية العلمية والصناعية.