تُعدّ قواعد الجرِّ والمجرَّر من الموضوعات المهمّة التي تُعزز فهم بنية العبارات والجمل في اللغة العربيّة. دعونا نستعرض بعض الأمثلة العملية التي توضح كيفية عمل هذه القاعدة وتوظيفها بشكل فعال.
- استخدام اللام: تشير اللام إلى ملكيَّة الشيء أو ارتباطِه بشخصٍ ما؛ كقولنا: "كتابٌ لزيدٍ"، هنا يُشير "لـ" إلى الملكيَّة بأن الكتاب يمتلكه زيد. مثال آخر قد يكون "سفر إلى مصر خلال الصيف". هنا يشير "إلى" إلى الاتجاه نحو مصر والسفر فيها durant فصل الصيف.
- الباء: غالبًا ما تستخدم الباء للدلالة على السبب أو الوسيلة؛ ففي جملة "تعلم الفرنسيّة بالجهد والتعب"، تصبح "بالجهد" وبائية إذ أنها تؤكد طريقة التعامل مع الأمر وهي العمل بجهد وبتعب لإتقان اللغة الفرنسية. وفي المقابل، يمكن اعتبارها أيضًا مقدمة لصفة عندما تكون مضافة مثل قولنا: "شيء خبيرٌ بالأمور السياسية".
- الكاف: تعبر الكاف عادةً عن الغاية أو النتيجة؛ لذا فإن عبارة "نحن نبحث عنه بكد واجتهاد" تستعمل الكاف للإشارة إلى كون البحث هو هدف جهدهم وكدهما. بينما تحتفظ بمعنى مشابه لكن ضمن سياق مختلف إذا جاءت قبل الاسم المؤنث كما لو ذكرت: "امرأة كريمة النفس".
- عن: تناسب حرف "عن" الحديث عن مصدر الحدث أو مجاله؛ فمثلًا في عبارة "قرأ الطفل قصة عن الفضاء الخارجي"، يعود هذا المصدر لحادث القراءة وهو معرفتهم بموضوع الفضاء الخاضع لذلك. أما عند ذكر اسم مكان غير محدد فتستخدم كذلك; كمحطة انتظار حافلات: "جلس منتظرًا الحافلة أمام المحطة".
- على: تحمل الدلالة المتعلقة بالتبعيض والقياس الزمني والعلاقة المكانية والاستمرارية وغيرها الكثير وذلك بحسب السياقات المختلفة؛ كتقدير الوقت كالقول: "سيعود إليكم بعد أسبوعين على الأكثر." أو تحديد موقع شخص ما مثل موقع المنزل الحالي: "يقيمون الآن على شارع القدس".
وبهذه الطريقة، تبرز أهمية قاعدة الجر والمجرور في بناء الجمل بشكل واضح ومفهوم ودقيق وفقاً لقوانين النحو واللغة العربية الجميلة والمعبرة.