يُعتبر يوهان هيرمان فون هولتزمان أحد رواد النظرية التربوية الطبيعية التي برزت خلال القرن الثامن عشر الميلادي. وقد طرح هذه النظرية كبديل لمفهوم "التربية الرسمية" التقليدية آنذاك. تنطلق نظرية هولتزمان من مبدأ أساسي وهو احترام طبيعة الأطفال وخصائص نموهم، مما يؤكد أهمية البيئة الطبيعية والمجتمع المحلي كأساس للتعليم.
ركز هولتزمان بشدة على دور الحياة اليومية للأطفال خارج نطاق المدارس النظامية، حيث اعتبرها ميدانا حيويا لتعلم الأفراد وتطور مهاراتهم الحياتية. وفقا له، ينبغي للمعلمين أن يستغلوا تلك الفرص المتاحة داخل المجتمعات المحلية لتوجيه النشاطات التعلمية بدلا من الاعتماد فقط على المناهج الدراسية الجامدة.
ويرى هولتزمان أن الطفل قادر بطبيعته على اكتشاف العالم وفهمه بشكل أفضل عندما يُترك ليختبر ويستكشف بنفسه تحت إرشادات راقية ومتدرجة. وبذلك تشدد نظريته أيضا على ضرورة مشاركة الوالدين والمعلمين معاً لتحقيق هذا المنظور التربوي المثالي.
فيما يتعلق بالمنهج الدراسي نفسه، دعا هولتزمان إلى عدم التركيز الزائد على المواد الأكاديمية الضيقة ولكن تقديم مجموعة واسعة ومتنوعة من المواضيع بما يعكس اهتمامات الطلاب واحتياجات مجتمعهم المحلي أيضًا. علاوة على ذلك، اقترح نظام تربوي ديناميكي يمكن تعديله باستمرار واستكماله بتجارب جديدة ومعارف متجددة بناءً على احتياجات كل عصر وحقبة زمنية مختلفة.
وبالتالي فإن مبادئ نظرية المدرسة الطبيعية كما رسمها هولتزمان تستند إلى الاعتراف بحاجات ورغبات الإنسان الطبيعية واستخدامها كمصدر للإلهام والتوجيه أثناء عملية التعلم والنمو الإنساني الشامل.