المذهب الوضعي، الذي يُعرف أيضًا بالمذهب التجريبي أو المذهب الإمبيريقي، هو أحد أهم التيارات الفلسفية التي ظهرت في القرن التاسع عشر. يتميز هذا المذهب بعدة خصائص أساسية، منها:
- التجربة الحسية: يعتبر المذهب الوضعي أن المعرفة الحقيقية هي تلك التي تستند إلى التجربة الحسية المباشرة. أي أن الأفكار والمعتقدات يجب أن تستند إلى ما يمكن ملاحظته وتجربته من خلال الحواس.
- الحد من المعرفة: يرى الوضعيون أن هناك حدودًا لما يمكن معرفته، وأننا لا نستطيع الوصول إلى معرفة مطلقة أو معرفة عن العالم خارج ما يمكن ملاحظته.
- المنهج العلمي: يعتمد المذهب الوضعي على المنهج العلمي في البحث عن المعرفة. هذا يعني استخدام التجربة والتحليل المنطقي والتفكير النقدي لتكوين نظريات وتأكيدها أو دحضها.
- الواقعية: رغم التركيز على التجربة الحسية، يعتبر الوضعيون أن هناك واقعًا خارجيًا مستقلًا عن إدراكنا له. هذا الواقع يمكن ملاحظته وتسجيله، لكنه ليس بالضرورة قابلًا للفهم الكامل.
- اللغوية: يربط الوضعيون بين اللغة والمعرفة، معتقدين أن اللغة هي أداة أساسية لفهم العالم وتوصيل المعرفة.
- النزعة التحليلية: يميل الوضعيون إلى تحليل المفاهيم والنظريات إلى مكوناتها الأساسية، بهدف فهمها بشكل أفضل وتحديد مدى صحتها بناءً على التجربة الحسية.
- الانتقادية: يعتبر الوضعيون أن النقد والتحليل المستمر هما جزء أساسي من عملية البحث عن المعرفة، حيث يتم تحدي النظريات القائمة باستمرار بناءً على الأدلة الجديدة.
هذه الخصائص تجعل المذهب الوضعي نهجًا فكريًا قويًا في الفلسفة، حيث يركز على التجربة الحسية والمنهج العلمي في البحث عن المعرفة، مع الاعتراف بحدود ما يمكن معرفته.