- صاحب المنشور: بدران الزوبيري
ملخص النقاش:
### تأثير التكنولوجيا الحديثة على العمل اليدوي التقليدي: تحديات واحتمالات جديدة
مع تطور وتقدم التكنولوجيا، أصبح العالم اليوم يعتمد بشكل متزايد على الآلات والروبوتات لأداء مجموعة واسعة من المهام التي كانت تُعتبر تقليدياً ضمن نطاق الأعمال اليدوية. هذا التحول الرقمي الكبير له تأثيرات عميقة ومتعددة الأوجه على الاقتصاد العالمي وأسلوب حياة البشر. هذه الدراسة تبحث في العواقب المحتملة لتبني التكنولوجيا المتقدمة على قطاع العمالة اليدوية، وكيف يمكن لهذه التحولات أن تشكل مستقبل الوظائف والصناعات التقليدية.
التأثيرات القصيرة المدى: خسائر الوظائف والتغييرات الصناعية
من أكثر القضايا الفورية للارتفاع في استخدام الروبوتات والأتمتة هي فقدان العديد من فرص العمل التقليدية. وفقاً للأبحاث الأخيرة الصادرة عن منظمة العمل الدولية (ILO)، فإن حوالي 85 مليون وظيفة حول العالم قد تتأثر بحلول عام 2030 بسبب الاستبدال التدريجي لبعض الأدوار البشريّة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. يشمل ذلك العديد من القطاعات مثل التصنيع والبناء والنقل اللوجستي حيث يتم استبدال العمال البشريين بأجهزة آلية أكثر كفاءة وقدرة على تحمل الضغوط البيئية والقساوة الجسدية للمهام الشاقة.
على سبيل المثال، شهدت مصانع السيارات في اليابان انقلابا هائلا نحو الاوتوماتيكية؛ ففي العام الماضي, قامت شركة تويوتا الرائدة عالميا بإطلاق خط إنتاج جديد تمامًا معتمدة فيه بنسبة كبيرة على الروبوتات والإلكترونيات الدقيقة مما أدى إلى خفض عدد موظفيها بأكثر من 10%. وهذه الظاهرة ليست مقتصره على شركات خاصة بل إنها تمتد أيضا لحكوماتها محليا وعالميا إذ تعمل الحكومات حاليًا على تعزيز سياسات دعم رواد الأعمال ومؤسسات البحث العلمي بهدف تطوير حلول ذكية تساهم بخلق قيمة اقتصادية أكبر وبالتالي تخفيف وطأة البطالة الناجمة عن الانتشار الواسع للتطبيقات الذكية.
الاحتمالات طويلة الأجل: إعادة تعريف المهارات وتحويل الصناعات
رغم المخاطر قصيرة المدى المرتبطة بخروج بعض الوظائف القديمة من السوق نتيجة الاعتماد المتزايد على الروبوتات والأتمتة، إلا أنه هناك أيضاً احتمالية وجود مجالات عمل جديدة ستظهر مع تقدم تكنولوجيات المستقبل والتي سيحتاج إليها مشتركو سوق العمل سواء كانوا أفراد أم مؤسسات أجنبية أو حتى حكومية. أحد الأمثلة البارزة هنا هو مجال "العناية بالذكاء الإصطناعي"، وهو عبارة عن مجموع مهارات متنوعة تحتاج لبشر متخصصين للإشراف والاستشارة بشأن كيفية التعامل المثلى مع المنظمات والمجتمعات الذين يتفاعلون يوميا مع برمجيات تعتمد عليها أنظمة اتخاذ القرار الخاصة بهم بكافة جوانب حياتهم المختلفة. بالإضافة لذلك يوجد فرصة أخرى وهي توسيع نشاط "التعلم عبر الإنترنت" والذي سيصبح مطلب ضروري لكل الأفراد الراغبين بمواصلة تحسين مواهبهم وقدراتهم العملية والمعرفية خصوصاً وأن معظم تلك الخدمات التعليمية غير مكلفة ولديها القدرة أيضا على تقديم دورات تخصصيه شامله تناسب احتياجات المجتمع الحديث بسرعه وكفاية عالية بدون أي حدود مكانيه . وفي الأخير وليس آخرَ شيءٍ جديرٌ بالإشارة إليه فيما يتعلق بالموضوع المطروح أعلاه يكمن دورِ المسؤولين التنفيذيين للشركات الكبرى ("CEOs") الذي يستلزم منهم التجردُ ريثما يصل الأمر لإعادة ترتيب الاولويات بناء علي المعارف الواقعيه الجديدة حتي تستطيع المؤسسات العامة والقطاع الخاص تحقيق نقلة نوعيه داخل هيكل تنظيمتها الداخلية ومن ثم تصبح قادره حقا علی خلق حالة طمأنينة واستقرار لسوق العمل الموازي لمنطقة الشرق الأوسط وغيرها ممن تتداول بين