يعد خط النسخ أحد أهم وأشهر أنواع الخط العربي لما يتميز به من بساطة وسهولة في القراءة والكتابة، مما جعله الخيار الأمثل لنسخ النصوص التاريخية مثل القرآن الكريم ومصاحفه القديمة. اكتسب هذا الخط شهرته منذ العصور الإسلامية الأولى عندما ابتكره الوزير الشهير "ابن المقلة" في بداية القرن الرابع الهجري. ومع مرور الوقت، حرص الفنانون والخطاطون على تحسين وتطوير قواعده حتى أصبح نموذجاً جماليا متكاملاً.

1. بساطة وسهولة: تتميز حروف خط النسخ بانسيابيتها وبساطتها، وهي خاصية جعلته سهل الفهم والاستيعاب سواء عند الكتابة أو القراءة. بالمقارنة مع الأنواع الأخرى المعقدة مثل الديواني أو الثلث، فإن خط النسخ يبقى خيارًا مثاليًا لكل من الراغبين في تعلم مهارات الخط أو الكتابات العامة اليومية.

1. التشكل والقابلية للتزين: يعتبر خط النسخ الوحيد بين خطوط اللغة العربية الذي يمكن تشكيليه بشكل كامل -أي إضافة علامات الترقيم والإعراب عليه-. بينما يعيب بعض الحروف الأخرى عدم قدرتهم على ذلك بسبب تعقيد تصميماتها الأصلية. بالإضافة لذلك، فهو قابل للأشكال الزخرفية المختلفة رغم أنه ليس بنفس درجة روعة واناقة خطوط أخرى مثل الرقع أو الجلي.

1. انسجام الأحرف والترتيب المتناسق: يتميز خط النسخ بإتقانه الشديد لحجم وشكل كل حرف، وذلك لتوفير تناغم رائع أثناء ترتيبها ضمن الكلمات والجمل. وهذا الانسجام المرئي يمنحه طابعا خاصا فريدا يساهم كثيرا بتأثيره البصري العام للنص المكتوب.

1. انتشار واسع واستخدام شائع: كان يستعمل خصيصا لتدوين مصاحف المسلمين نظرا لسلاسته سهولة قراءته وكتابته قبل انتشار الطباعة. وفي وقتنا الحالي، غدت الكثير من المواد المطبوعة تستخدم نفس النوع نظرًا لملاءمته واحترافيته عالية المستوى كمصدر رسمي موثوق لهذه الأعمال الأدبية والدينية وغيرها. ولذلك فقد اطلق عليه البعض اسم "الخط الصحفي".

1. قواعد واضحة ودقيقة: يحتاج فناني خط النسخ لتحقيق مزايا هذا النوع أولًا بفهم وتحكم بالقواعد الخاصة به والتي منها:- انحراف زاويته يكون أخفض بكثير مقارنة برقع.- ميوله للحروف تستقر دائماً رأسيا وليس بزاوية كما يحدث خلال كتابة رقع.- كتابته دائمًا فوق خط الأساس ("السطر").- تغيير وضع بعض الحروف بناءا علي موقعه داخل جمله - هل هو ابتدائي أم متوسط أم نهاية؟ مثال ذلك ألوف الذين تنخفض أسفل حدود أساسية أما باقي أحرفه فهي اما تقدم أعلى تلك الحدود الرئيسيّة وفق الوضعيات الثلاث."+ توسع أفقي لاحقة بصورة مفردة لأحرف متنحية خاصة بما يعرف بحركات المد."+ امتداد طولي مستمر عبر مساحة مسطور لحرف ثقب العين أو kaf ."+ تغييرات بسيطة في شكل عناصر مختارة فقط بدون حاجه لإعادة تصنيعه كاملا -. "+ استخدام نظام رقمي دقيق يقيس حجم وحجم كافة احرفه باستخدام الوحدات المكانية والمعروف باسم "النقط".

هذه الأمور مجتمعة حولت خط نسخ الي واحد الأكثر طلبا وانتشار لدى الطلاب المهتميين بالحصول عل معرفة أصيلة بهذا الفن الغاية الأثرية والحضارية بالإضافة لمساهماته الضرورية بالإنتاج الإعلامي الحديث أيضا والذي يرجع نجاحهما بصمة الأدوات العملية التقليدية بدأت بفنانون الماضي العريق ليصل ذروتها عصرنا الحديث الآن!