- صاحب المنشور: عبد الرحيم بن الأزرق
ملخص النقاش:
في أعقاب الصراع السوري الدامي الذي بدأ عام 2011, واجهت أوروبا موجة أكبر لمهاجري و لاجئي القرن الحادي والعشرين. وقد جاء هؤلاء الأفراد يبحثون عن الأمان والحماية بعد سنوات طويلة من الحرب والكوارث الإنسانية. لكن هذه الموجة العارمة من النازحين طرحت العديد من التحديات الجديدة على الدول المستقبلة لهم، خاصة فيما يتعلق بعملية تكيفهم واندمجهم داخل المجتمعات المحلية.
التحديات العملية أمام الاندماج الاجتماعي:
* اللغة والثقافة: يعد الفهم المشترك للغة الثقافة الأساس لأي مجتمع متعدد الأعراق. يفوق عدم القدرة على التواصل حاجز اللغة وحدها؛ فهناك فروقات ثقافية عميقة بين سوريا وأوروبا تحتاج إلى فهم وتسامح كبيرين من الطرفين.
* السكن والإسكان: مع تزايد عدد السكان بسرعة كبيرة، تواجه الحكومات الأوروبية ضغوطاً هائلة لإيجاد مساكن كافية ومستدامة للمستفيدين الجدد. بالإضافة لذلك فإن العقارات المناسبة غالية الثمن مما يعيق جهود الحكومة للتوفير السريع والمناسب للسكن المؤقت أو الدائم لهؤلاء الأشخاص.
* الحصول على الرعاية الصحية والتعليم: بدون مستندات الهوية اللازمة واستقرار الحياة المعيشية، قد يواجه لاجئو #سوريا صعوبات حقيقية للحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة العامة التي تعتبر أمراً أساسياً لتطور الشخص وتمكينه من الانخراط الكامل بالمجتمع الجديد الذي انضم إليه مؤخراً .
التأثير الاقتصادي والسياسي:
* تأثيرات اقتصادية مباشرة وغير مباشرة: يمكن اعتبار اللجوء مصدر قوة للاقتصاد إذا استغلته الدولة بشكل صحيح ؛ عبر خلق فرص عمل جديدة والاستعداد لاستيعاب العمالة الوافدة بطريقة فعالة ترتقي بخبرة القوى العاملة لديها وتحسن مستوى الإنتاج وبالتالي تزدهر البنية الاقتصادية بشكل ملحوظ - كما حدث عندما لجأت ألمانيا لفترة قصيرة للاستفادة القصوى من القوى البشرية المتوفرة لدعم قطاع الصحة الخاص بها خلال جائحة كورونا مثلاً . ولكن أيضا هناك تأثيرات سلبية محتملة للأعباء المالية المرتبطة بأزمة الضغط السكاني حيث تتطلب مواجهة مشاكل التشرد وظروف المعيشة غير الآمنة حلولا طارئة مكلفة وعالية التكاليف والتي تستنزف موارد أي خزان إقتصادي محلي موجود بغض النظر عن حجم هذا الخزان وصموده أمام هذه الظروف الحرجة .
رؤية مشتركة نحو أفضل الحلول الممكنة :
إن عملية اندماج اللاجئين ليست مجرد قضية ذات أهمية أخلاقية فحسب بل إنها أيضًا مسؤوليتنا جميعًا كمجتمع عالمي متحد تحت مظلة حقوق الإنسان العالمية التي تعترف بحياة كل فرد وكرامته وهيئات الأمم المتحدة الخاصة بذلك الحق ، إن تحقيق هدف حقن ودفع عجلة حياة منتظمة وآمنة لكل شخص مهجر كرهًا هو جزء مهم جدًا لحفظ الاستقرار السياسي والأمني لمنطقة الشرق الأوسط كاملا وليس لسوريا فقط ، فالأزمات الحدودية تصنع جيوب شرارة ثورية تحرك الرأي الشعبي ضد سياسيات ديمقراطيات اوروبا نفسها أحيانا وهذا أمر مقلق للغاية ومن المهم التعامل معه حالا قبل تجذره أكثر فأكثر حتى لا يؤدي لاحقا الى حالة فقدان سيطرة المؤسسات السياسية المنتخبة شرعية وجودها داخليا بسبب سوء ادارتها للملف الأشهر اليوم وهو ملف " الازمة الليبية" خير مثال لهذا السياق , ولذلك يستوجب مراعاة عدة عناصر جوهرية عند دراسة اقتراحات الاصلاح الشاملة للقضية منها – إعادة رسم خارطة سياسات الهجرة الرسمية الغربية وإعادة هيكلتها عكس اتجاه اتجاهات التصاعد الأخير للإنتقاد الشعبوي لها والذي وصل ذروته برحيل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي وخروج حزب البديل الألماني بقوة شديدة رغم اختلاف قوامهما السياسي الأصلي ...كما ينبغي الاطلاع بتمعن بشأن طرق المساعدة القانونية المقدمة حاليًا لهذه الفئة العمرية الحديثة كالاستشارة المجانية بمراكز قانونية مختصة بالعلاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني وكذلك