يعد تقديم الخبر على المبتدأ من أبرز الأغراض البلاغية في اللغة العربية، وهو ما نراه بشكل بارز في القرآن الكريم. هذا الأسلوب البلاغي يهدف إلى إعطاء أهمية خاصة للمعلومة التي يتم تقديمها، مما يجعلها أكثر وضوحًا وتركيزًا في ذهن القارئ أو المستمع.
في القرآن الكريم، نجد العديد من الأمثلة على تقديم الخبر على المبتدأ، والتي تخدم أغراضًا مختلفة. أحد الأمثلة البارزة هو قوله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" (القدر: 1). هنا، يقدم الله تعالى الخبر "أنزلناه" على المبتدأ "إنا"، مما يسلط الضوء على أهمية نزول القرآن الكريم في ليلة القدر.
ومن الأمثلة الأخرى قوله تعالى: "فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى" (آل عمران: 36). في هذه الآية، تقدم امرأة عمران الخبر "وضعتها أنثى" على المبتدأ "إني"، مما يعكس حزنها وخيبة أملها من ولادة أنثى بدلاً من ذكر.
كما نجد تقديم الخبر على المبتدأ في قوله تعالى: "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (النجم: 1). هنا، يقدم الله تعالى الخبر "إنه تنزيل" على المبتدأ "إن"، مما يؤكد على أن القرآن الكريم هو تنزيل من الله تعالى.
هذه الأمثلة وغيرها في القرآن الكريم تظهر كيف يستخدم أسلوب تقديم الخبر على المبتدأ لتعزيز الفكرة أو المعلومة التي يريد الله تعالى إيصالها إلى عباده. هذا الأسلوب البلاغي يعكس براعة اللغة العربية وقدرتها على التعبير عن الأفكار والمعاني بطرق مختلفة ومؤثرة.