توازن التقاليد والتحديث: مفتاح التقدم أم تعارضٌ مزيف؟

التعليقات · 0 مشاهدات

تناولت المناظرة قضية حساسة وهي جدلية مواءمة التقاليد الراسخة مع تحديثات العصر الحديث. يشدد صاحب المنشور "خديجة بوزيان" على أن التشبث بالتقاليد يسفر عن

  • صاحب المنشور: خديجة بوزيان

    ملخص النقاش:
    تناولت المناظرة قضية حساسة وهي جدلية مواءمة التقاليد الراسخة مع تحديثات العصر الحديث. يشدد صاحب المنشور "خديجة بوزيان" على أن التشبث بالتقاليد يسفر عن تخلفٍ مؤكد وأن التركيز ينبغي أن يتوجه نحو الابتكار بغرض الرقي الإنساني. يتم طرح تساؤلات جوهرية حول مدى قدرة التقاليد على الوقوف أمام زخم التقدم وما إذا كان الاتزان بين الاثنين أمراً حيوياً.

في ردها الأول، توضح "زليخة بن صالح" رؤية متعمقة للأمر، معتبرة أن الترجيح الدقيق بين ثوابت التراث وغرائز الحداثة يتيح طريق الانتفاع القصوى بأفضل ما تقدمه التجارب البشرية السابقة والاستعداد لبذل مجهود جديد مبتكر. ومن منظور آخر، تستعرض "مرام بن بكري" دعمها لرؤية زميلتها، مع التأكيد على خطورة تجاهل كامل لماضي الأمم حيث يخضع الكثير منه للقيم والعلم الغزير إلا أن هناك أيضاً نواحي تحتاج بلا شك للإصلاح لمنع الإساءة لحقوق النساء وتعثر المسيرة الاجتماعية/العلمية المتسارعة حاليا.

وتوافق "راوية بن غازي" بشدة تلك الملاحظة، موضحة أهمية إدراك توازن متوازن قادر على الاحتفاظ بتلك الهويات الثقافيّة ذات المغزى الأصيل أثناء استقبال الطاقة الجديدة للدفع بنا إلى أعظم مراحل النماء الاقتصادي والاجتماعي. وعلى الرغم من ذلك، تتناول "فريدة السبتي" الجانب الأكثر تشكيكا في هذه النظرية المقترحة، مشيرة إلى عدم العمومية المرجوة لهذا النوع من الاعتبار عند تطبيق قاعدة عامة لكل عناصر القديم إذ تبقى الأقوال المبنية عليها عرضة للنقد ولا تغفل مسألة فحص أي انطباعات مغلوطة تاريخيا قبل قبولها مجدداً ضمن المشهد المعاصر.

ثم يقوم "الشاذلي بن شعبان"، بإكمال الصورة بإظهاره قناعة مشتركة بشأن الصمود مقابل التسليم بحالة انتفاء تام لأي نوع ممنطق من المصالح المحتملة بفعل تأثيرات النظام التقليدي وبالتالي فهو يدافع عن اتخاذ نهج تفكيكي شامل بدلا عنه والذي سينتج عنه إعادة تعريف مجدد لقيمة موروث الأسلاف وفق ضوابط مناسبة لعصر اليوم بدلا من تكرار طبقات ماحدث سابقاً بصورتها الأصلية المعتادة. وهكذا، تصبح عملية الأخذ بالأحسن دائرة كاملة تمر عبر كافة مراحل الحياة المختلفة مما يقودنا لاستنتاج واحد وهو أنه بينما يمكن اعتبار حفظ الذكريات الجميلة جزءا أساسيا لنظام حياتنا العام ، فإن الأمر الوحيد ذو تأثير أكبر يصل حد كونّه ضروريا وأكثر شيوعا سيكون العمل الشاق بوعي حقيقي باتجاه تحديد الطرق المثلى للاستمرار بدون حذف أحد العنصرين السابق ذكرهم وكلاهما يستند لمبادئ مهمة مختلفة تماما وفي نفس الوقت قادرة أيضا على خلق حالة انسجام جديدة تماما مع العالم الخارجي .

ختاما، يبرز التصميم السياقي لهذه المواجهة بأنه حتى حين يعتمد الفريق المتحاور عليه طريقة أخذ طرف واحد بالمطلق ، ستتفوق طائفة أخرى مقارنة بها باستخدام منظورات مختلفة لتقديم حلول قابلة للتطبيق تناسب جميع الأطراف المعنية داخل سلّم اجتماعية فردينا الحالية والمتغيرة باستمرار أيضًا .

التعليقات