تعد دراسة دورة حياة الخلايا جانبًا أساسيًا وفريدًا ضمن علم الأحياء الدقيقة الذي يسلط الضوء على كيفية عمل الوحدات الأساسية للحياة. تعتبر الخلية اللبنة الأولى لأي كائن حي، سواء كان بسيط مثل البكتيريا أو معقد كالخلية البشرية. تتضمن هذه العملية مجموعة متنوعة ومتنوعة من الأحداث التي تؤدي إلى تكاثر الخلية وتجديد الأنسجة داخل الجسم الحي.
تبدأ رحلة الخلية عادةً بمرحلة الراحة النسبية المعروفة باسم "الراحة"، حيث تستقر فيها الخلية بعد انقسام سابق. خلال هذا الوقت، تقوم بإجراء عمليات الصيانة اللازمة لتحافظ على وظائفها الطبيعية. ثم تبدأ مرحلة التحضير للاقتسام، وهي "طور ما قبل الانقسام". هنا، تعمل الجينات بشكل مكثف لإنتاج الحمض النووي الريبوزي المنقول (mRNA) والبروتينات الأخرى الضرورية لدعم عملية الانقسام التالية.
بعد ذلك يأتي الحدث الرئيسي - الطور الانقسامي - والذي ينقسم إلى عدة مراحل فرعية. أولاً، يحدث طور الفتح حيث تنتشر الكروموسومات وتصبح مرئية تحت المجهر الإلكتروني. يلي ذلك طور الاتصال (أو الالتقاء)، حيث ترتب الكروموسومات نفسها في صفين متوازيين باستخدام أهداب خاصة تسمى الأهداب الاسترشادية. في مرحلة المسافرة القصيرة جداً، تنفصل الكروماتيدات الشقيقة عن بعضها البعض وتمتد نحو القطبين المتقابلين للعصارة الخلوية. وعندما تصل إلى طرفاتها، يدخلون طورا جديداً يُسمى الطور العرضي، وهو وقت الانتظار قصير نسبياً بين نهاية المسافرة وبداية التشكل الجزئي. أخيراً، يتم ضغط كل كتلة من الكروماتيدات المشابهة لتشكل نواتان محتملتان، مما يشير بداية مرحلة غلاف نووي جديدة وخطة جديدة لرحلة أخرى للدورة الخلوية.
في الجزء النهائي من الدورة، تحدث عملية التقسيم الفعلي للأجسام الخلوية والتي تُعرف بالطور الاختزالي والخروج منه عبر تقسيم الأغشية الجدارية والعصاريات والحصول بذلك على خلايا ابنة مستعدة لمواصلة نموها وحياتها الخاصة بها. وفي حالة عدم وجود حاجة لهذه الخلايا الجديدة للاستمرار بالحياة بنفس النوع فقد تدخل دور موتها الخاص المعروف بموت الخلايا المبرمج (أو الموت المؤمن).
إن فهم هذه الخطوات المعقدة يسمح لنا برؤية كيف تضمن الطبيعة استمرارية الحياة وكيف يمكن التعامل مع اضطرابات تلك العمليات للتدخل العلاجى عند الحاجة. لذا فإن بحثنا حول دورة خلية الحياة ليس مجرد معرفة بيولوجية نظرية بل هو مفتاح لفهم أهميتها الأساسية لحركة المجتمع العلمى وصناعة الطب والجوانب الإنسانية المرتبطة بحماية الصحة العامة وحماية حقوق الإنسان البيولوجي وغير الربحي أيضاً!