يلعب "الاتصال البيداغوجي" دورًا حاسمًا في نجاح العملية التعليمية. يُعرّف هذا المصطلح باعتباره علم أصول ومبادئ وطرق التدريس العامة، مُركزًا على التواصل بين معلمَيْن -الطالب والمعلم-. وهو يتضمن أكثر من مجرد معرفة محتويات الدروس؛ بل يتطلب مهارات تواصل فعَّالة لتسهيل التعلم. يمكن وصفه أيضًا كنموذج فريد لكل معلم يعكس أسلوبه وشخصيته في نقل الأفكار والمعارف بطريقة تساهم في تحفيز الطلبة وتحسين أدائهم الأكاديمي.
يتمثل جانب حيوي آخر في الاتصال البيداغوجي في اختيار الاسترتيجيات المناسبة بناءً على عدة عوامل مثل نمو الطالب وفهمه لقدراته واحتياجات الفصل. توفر الأدوات المختلفة كالمحاضرات والمناقشات والحوارات والتطبيقات الرقمية مساحة متنوعة للاستفسار والاستيعاب لدى المتعلم. تجدر الإشارة هنا إلى أنه بينما تعتبر المحادثة الشفهية الأساس الأكثر شيوعاً لاتصالاتنا اليومية داخل الغرفة الدراسية وغيرها من المساحات الاجتماعية والعلمية، إلا أنها ليست الوحيدة إذ تشمل أيضا لغات الجسد وحركات الجسم والكلام غير اللفظي والتي تحمل رسائل عميقة رغم بساطتها الظاهرية. بالإضافة لذلك، تعد التقنيات الحديثة مثل الرسوم التوضيحية الرقمية والنصوص المكتوبة ذات ثراء بصري وإلكتروني تطورت بشكل ملحوظ مؤخرا بما يلبي حاجة المعاصرين نحو العالم الرقمي.
بشكل عام، يسعى الاتصال البيداغوجي لبناء روابط قوية وخلق بيئة تعليمية محفزة وغنية بالمشاركة فيما بين أفراد النظم التربويه سواء كانوا طلاب أم مدرسون أم مستويات أخرى موالية للعملية العلمية برمتها.