تعلم كيفية التعامل مع غضب الأطفال ليس بالأمر السهل، ولكنه جزء أساسي من دور الوالدين. الدكتور ماتيو ماكاى، أستاذ علم النفس التربوي بكلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا ببركلية، ينصح بأنه لتحقيق هذا الهدف، عليهما البدء بسؤال مختلف: "ما هي الاحتياجات غير المُلباة لديه?" بدلا من التركيز فقط على سلوك الطفل، حاول فهم الدوافع وراء تصرفاته. ربما يكون الجوع، الحاجة للشعور بالحُب والمُلاحظة، الملَل، أو حتى التعب هم السبب خلف انفعالاته. بإعطائكم الأولوية لتلبية تلك الحاجات الضرورية، يمكن تجنب التصرفات المتسرعة والعاطفية.
إحدى الخطوات الأولى نحو التحكم بغضبك بشكل أكثر فعالية هي تحديد علامات الإنذار المبكر للغضب لديك. عندما تبدأ سرعتك في التنفس في الزيادة، وتبدأ بشد كتفيك، وتتعرق كثيرا - هذه جميعا مؤشرات واضحة تحتاج إلى اهتمام. التدرب عليها سيجعلك قادرًا على اكتشاف بداية موجة الغضب قبل أن تنمو خارج نطاق السيطرة.
بعد معرفتك بأن مستوى توترك بدأ يصل ذروته، هناك العديد من التقنيات البسيطة لكن المفيدة والتي يمكنك استخدامها لتقليل شدتها. أولاً وثانيًا وثالثًا: التنفس العميق. خذ نفسًا عميقًا وأنظر حولك واشغل عقلك بكيفية دخول الهواء إلى رئتيك وخروجه منها مرة أخرى. تأكد أيضًا من أخذ بعض الوقت للهدوء واسترخاء عضلات جسمك، سواء كانت ذلك بتمديد ظهرك أو هزه بلطف لعضلات يدك. بالإضافة لذلك، البحث عن الجانب المرح أو ما يثير الضحكة قد يعمل أيضاً كمهدئات طبيعية رائعة!
إن لم تكن قادرا على إدارة مستويات غضبك بنفسك بعد المحاولات العديدة والاستمرار فى محاولة تحقيق السلام الداخلى ولو لفترة قصيرة أثناء المواقف الصعبة, فلا تخجل أبداً من طلب المساعدة الخارجية. زيارة أحد خبراء الصحة النفسية يمكن أن تساعدانكما الكثير وقد تكون أفضل حل لك ولأسرتك الصغيرة فيما يتعلق بصحة الجميع العامة والنفسية خاصة للأطفال الذين يعانون بالفعل مما يعانون منه بسبب القلق والتوتر الناتجين عن البيئة المنزلية غير المستقرة نسبياً.
ختاما ، فإن تعلم كيفية ضبط الانفعال عند مواجهة تحديات التربية اليومية يستحق كل ثانية تقضيها فيه وستكون نتائجه ممتدة وفوائدها دائمة بالنسبة لكل أفراد عائلة الطفل العزيز.