تعد القدرة على نقل الأفكار والمشاعر عبر الحوار البشري جانبًا حيويًا وحساسًا في بناء العلاقات الشخصية والتواصل الاجتماعي. ومع ذلك، كما هي طبيعة الأمور المتوازنة، فإن هذا النوع من الاتصال يحمل معه إيجابيات وسلبيات فريدة. فيما يلي استعراض تفصيلي لهذه الجوانب.
الجانب الإيجابي:
- التفاعل الفوري: يعتبر التواصل اللفظي أحد أكثر الطرق فورية للتعبير عن المشاعر والأفكار. يُمكن للشخص الآخر فهم وجهة نظرك بشكل مباشر ودون تأخير تقريبًا. هذه الخاصية مهمة خاصةً عندما تتطلب الحالات الحساسة أو العاجلة الاستجابة السريعة، مثل حالات الطوارئ أو النقاشات المكثفة.
- النبرة والإيحاءات غير اللفظية: يستطيع البشر قراءة الكثير مما هو أكثر من مجرد الكلمات نفسها عند استخدام اللغة المنطوقة. نغمات الصوت، وتعبيرات الوجه، وأوضاع الجسم جميعها تحمل معاني يمكن أن تعزز المعنى الأساسي للرسالة التي يتم إيصالها بطريقة غنية وجامعة للأبعاد المختلفة للحوار.
- البناء على المفاهيم المشتركة: يساعد الحديث المباشر على تطوير التفاهم المتبادل لأنه يسمح بتحديث القواعد والمعرفة أثناء المناقشة. وبالتالي، قد يؤدي إلى اتفاق متزايد بين الأطراف المعنية حول الموضوع محل البحث.
- تحسين المهارات الاجتماعية: المحادثات اليومية تساهم في تنمية المهارات الاجتماعية مثل التعاطف والحسم والاستماع الفعال وغيرها الكثير. تدرب الشخص على إدارة الخلافات والسلوك المتحضر والحفاظ على علاقات صحية ومتينة مع المجتمع المحيط به.
الجانب السلبي:
- سهولة سوء الفهم: رغم كل وسائل دعم الرسائل الغير كلامية، تبقى احتمالية اللبس مترسخة بسبب اختلاف التأويلات وتفاوت تجارب الأشخاص وردود فعلهم تجاه نفس المواقف. حتى لو كانت نوايا الناطق بريئة تمامًا، فقد يصل خطابه بطريقة مغايرة لما قصده من الأصل.
- العواطف والعصبية: يمكن للعواطف المرتفعة والشعور بالغضب أو الضغط النفسي أن تؤثر بشدة على نوعية الخطاب وعلى قدرته على توصيل رسالة واضحة وموضوعية. وقد تصبح هذه المشكلات مضرة إذا لم تتم التحكم فيها جيداً خلال مراحل الخطاب المختلفة مما ينتج عنه اتباع مسار مختلف عما كان مخطط له أصلاً خارج نطاق السيطرة المرغوب بها أساسياً لدى المحاورين.
- عدم وجود سجل دائم: بخلاف الوسائط الأخرى كالكتابة مثلاً، ليس هناك ما يدعم عملية التواصل شفهيًا عمليا لحفظ المقابل للمحادثة لاحقا حسب احتياج المستخدم لها مستقبلا مهما طال الزمن وذلك لأسباب عدة منها عدم توافر مكان مناسب لتسجيل تلك الروابط الآمنة الرقمية بالإضافة لصعوبات تشغيل التقنيات ذات العلاقة بالحاسبات الحديثة في أماكن أخرى مختلفة ربما تكون محدودة المصدر.
- اختلاف اللهجة والكلام العامي: قد يعيق الاختلاف الثقافي والجغرافي فهم بعض المصطلحات والمفردات الخاصة بالسكان الحاليين مقارنة بالمستمعين الواصل حديثًا إليهم مما يقيد مدى فعاليتهم داخل دائرة العموم دون حاجة لوجود مترجم دائم لمساعدتهم بما يحتاجونه فورياً بحرية بدون اجهاد النفس بمراجعة قاموس خاص باستمرار! وهذا أمر يسعى الجميع لتحقيقه كي يشعر المتلقّي بالاقدام والثقة بالنفس بدوره الخاص ضمن حواره الأخوي المبني علي الصداقة والاحترام المتبادلين لكل طرف فيه بجميع صفاته الحميدة وصفاته الجميلة لدي الآخر أيضاً !!
في نهاية المطاف ، يعد التواصل الشفهي أداة بارزة ولكن ذات جانبين لإمكاناتها – سواء أكانت ايجابيه أم سلبيه . إن توضيح المخاطر وعناصر القوة سيؤدي دورا كبيرا لدفع عجلة أي نقاش نحو نتيجة هامة ومؤثره بالإنسان ذو المستقبل الواعد !