استنادًا إلى الرؤية التي قدمتها UNESCO، يُظهر اليمن ثروة ثقافية نابضة بالحياة ومتوهجة عبر فترة طويلة من التأثير الإنساني والتاريخ. هذا البلد العريق يتمتع بثلاثة مواقع مخصصة ضمن قائمة "الأماكن المعرضة للخطر"، مما يشير إلى أهميتها الفريدة ودلالة عالمية واسعة.
في قلب هذه الجغرافيا التاريخية تكمن مدينة شبام القديمة، وتُلقَّب بـ"مانهاتان الصحراء". هذه البلدة المسورة ليست فقط واحدة من الأمثلة الأكثر جاذبية للتخطيط الحضري القديم ولكن أيضًا لها دور حيوي عدة خلال مرحلة هامة لتوسع الدين الإسلامي. مع وجود أكثر من 500 بناية مرتفعة تتكون أساساتها من الطوب المحلي، تبقى شبام شهادة مادية على براعة المهندسين المعماريين والحرفيين الذين عاشوا هناك.
ثم هناك مدينة صنعاء القديمة، التي تعد أحد أقدم المناطق المأهولة بالسكان في العالم بعد كلٍ من دمشق وحلب. لم تكن مجرد قاعدة دفاعية بل كانت نقطة انطلاق للدعاية الإسلامية الواسعة النطاق خارج حدودها. تحتوي المدينة على مجموعة متنوعة من المواقع الدينية والأثرية؛ حيث يوجد بها حوالي ١٠٦ مسجد بما في ذلك الجامع الكبير الذي تم تشيده منذ أيام الرسول محمد صلَّى الله عليه وسلَّم. بالإضافة لذلك، تضم المدينة العديد من المنازل التقليدية المصنوعة من الطوب اللبن وأبراج متعددة الطبقات، وهي عناصر معمارية فريدة تضيف جمالية خاصة لهذه المنطقة.
وفي الجنوب الشرقي، تجد مدينة زبيد التاريخية مكانها بين أشهر المناطق السياحية في البلاد. وكانت العاصمة الرسمية ليمن سابقًا خلال قرنين ونصف تقريبًا بدءً من القرن الثالث عشر حتى القرن الخامس عشر الميلادي. تُوفر المبانِئ ذوات الأعمدة المزدوجة أو الثلاثية إطلالات بانورامية رائعة على محيطها الطبيعي الخلاب.
ومن ناحية أخرى، يأخذنا الحديث عن جزيرة سقطرى نحو بحر العرب، حيث يمكن رؤية تنوع بيولوجي مذهل للغاية لما يقارب الثلثين لكل نوع نبات وجزء صغير منها لجنس الحيوانات البرية مثل السلحفاة والقواقع الأرضية وغيرهما الكثير! إنها حقًا واحة عجيبة تحمل بين جنباتها كنوز طبيعية نادرا ما توجد مجتمعة بهذا الشكل في أي مكان آخر بالعالم!
هذه بعض الأمثلة البسيطة لإلقاء الضوء على العمق والدفء الذي يحمله التراث الثقافي اليمني تحت مظلتيهما السياسية والدينية بشكل خاص بينما يستحق المزيد بكثير لاستكشافه ورواية قصصه!
