في عالم العلوم الطبيعية، تعتبر خصائص مثل الانتشار والأسموزية جزءاً أساسياً لفهم سلوك المواد المختلفة. هذه الخصائص لها دور حيوي في فهم كيفية تبادل الجزيئات عبر الحواجز البيولوجية وغيرها من الهياكل ذات الموقع الدقيق. دعونا نستعرض الفروقات الرئيسية بين هاتين الخاصيتين.
الانتشار هو عملية طبيعية يتم فيها تحرك الجزيئات بشكل عشوائي من منطقة تركيز أعلى إلى منطقة التركيز الأقل حتى يصل النظام إلى حالة متوازنة حرارياً. هذا يعني أنه بدون تدخل خارجي، سوف تستمر العملية حتى تصبح جميع الجزيئات موزعة بالتساوي. مثلاً، عندما تذيب كمية كبيرة من السكر في كوب ماء بارد، فإن حبيبات السكر ستنتشر وتتشتت تدريجياً داخل الماء كله بسبب اختلاف التركيزات.
على الجانب الآخر، الأسموزية هي نوع معقد ومحدد أكثر من الانتشار يشير تحديداً إلى التحرك النشط للجزيئات عبر أغشية شبه نفاذة بناءً على تركيز تلك الجزيئات. هنا، تتم المحافظة على توازن الضغط المتأتي نتيجة لهذه الظاهرة. إذا كان هناك محلولان مختلفان يحتوي كل منهما على مواد مذابة مختلفة ولكن بنفس نسبة التركيز الاسمي، عند وضع هذين المحلولين على طرفي غشاء شبه نفوذ، سيحدث تدفق للمحلول ذو القوة الأكبر للتشبع باتجاه الحلقة الأخرى بكثافة أقل - وهذا ما يعرف بالظاهرة الأسموزية.
إن الاختلاف الرئيسي يكمن في الطريقة التي تحدث بها العمليات وكيفية تأثير الغشاوات الشبه النافذة عليها. بينما يستطيع الانتشار الحدوث في أي بيئة غير مقيدة بغشاء شبه نفوذ، الأسموزية محصورة عادة بالمواقع التي تحتوي على اغشية شبه ناظمة كما نراها في الخلايا الحيوانية والنباتية.
وبالتالي، يمكن اعتبار الأسموزية نوع فرعي مدروس ومتخصص من ظاهرتَيْن عالميتَين هما الانتشار والاستقرار الحراري العام للنظم الديناميكية الحراريّة.