تُعدّ المشتقات أحد أهم العمليات النحوية التي غنى بها الشارحون العرب اللسان العربي بتنوعها وتعدد صورها وأشكالها. تنقسم هذه العملية إلى قسمين رئيسيين هما "المشتق الداخلي"، والذي يتم فيه تشكيل الكلمة نفسها لإعطائها معاني جديدة مثل الحاضر والمضارع والأمر للمعلوم، بالإضافة إلى الصفات اللازمة وغير اللازمة كـ "سريع وسريعٌ". أما القسم الآخر فهو "المشتق الخارجي"، ويعني إضافة حرف أو أكثر لتكوين مشتق جديد للحفاظ على المعنى الأصلي للفظ المبدئي. تتضمن أمثلة ذلك تغييرات الأفعال نحو الماضي والحال المستقبل بالزمن المضارع والمصدر بإضافة "أنْ" قبل اسم الفاعل ونحوها.
ومن بين أنواع المشتقات الشائعة نجد الاسم المفرد، الجمع، المثنّى، جمع المؤنث السالم، الصفة المشبهة باسم الفاعل، المصدر المنصوب، خبر كان وما شابهها مما يأتي بعد فعل الامتناع... إلخ. كل نوع له وزنه الخاص وطريقته الخاصة لتكونه بناءً على قاعدة نحوية محددة ضمن قواعد علم الإعراب والتراكيب اللغوية.
وفي سياق آخر، قد تؤثر الزيادة في الوزن الشعري للأبيات الشعرية نتيجة لوجود مشتقات طويلة العبارة والتي تضيف لها جماليات أدبية مميزة تعكس براعة المتحدث وبراعته بالحرف والمعنى سوياً. لذلك فإن فهم عمق ومعرفة خصائص ومجالات تطبيق تلك المصطلحات أمر ضروري لدى طلبة العلم الشرعي وعلم لغوي وفروع أخرى متعلقة بالتعبير والصياغة الأدبية الرشيقة بالعربية الخالدة.