ارتفاع السد العالي: معجزة هندسية وتحولات عمرانية»

يعد السد العالي، الواقع في مدينة أسوان المصرية، واحداً من أهم المنشآت الهندسية العالمية وأكثرها تأثيراً في تاريخ المنطقة. يرتفع هذا السد الشامخ بشكل م

يعد السد العالي، الواقع في مدينة أسوان المصرية، واحداً من أهم المنشآت الهندسية العالمية وأكثرها تأثيراً في تاريخ المنطقة. يرتفع هذا السد الشامخ بشكل مذهل يصل إلى 111 متراً فوق سطح الأرض، مما يعكس المهارة المذهلة في التصميم والبناء. عند النظر إليه من الأعلى، يبدو كسلسلة جبلية هائلة تقف شامخة على ضفاف نهر النيل الخصبة.

تم الانتهاء من تشييده الضخم في يناير عام 1971 بعد جهود مستمرة دامت عقداً كاملاً منذ بدايته في العام ١٩٦٠. يغطي طول السد حوالى ٣٨٣٠ متراً، فيما تبلغ سعته الاستيعابية أكثر من ٤٤ مليون متر مكعب، بينما تتسع خزانته الرئيسية لما يقارب الـ١٦٩ مليار متر مكعب من الماء. إن عمق الخزان وحده مثير للإعجاب أيضاً، حيث ينخفض متوسط مستوى المياه فيه إلى حوالي تسعين متراً تحت سطح البحر عند أعلى نقطة له.

كان لتشييد مثل هذا العمل العملاق آثار اقتصادية واجتماعية واسعة النطاق. فقبل بنائه، كانت زراعة البلاد تعتمد بشدة على موسم الفيضانات السنوي لنهر النيل، والذي أدى غالباً إلى خسائر جسيمة بسبب درجات متفاوتة من الاضرار الناجمة عنه. ولكن الآن وبعد تثبيت مستوى المياه عبر سنوات مختلفة بواسطة السد العالي، تتمتع مصر بميزة فريدة وهي القدرة على تنظيم مواردها المائية بكفاءة أكبر واستخدام مياه الفيضانات الإضافية لإرواء مزيدٍ من الأراضي الزراعية. بالإضافة لذلك، فإن وجود كميات وفيرة وموثوق بها من المياه سمحت بتطور صناعة جديدة تماماً حول البحيرة الاصطناعية الواسعة المعروفة اليوم باسم "بحيرة ناصر"، مما خلق فرص عمل ودخل قوياً لسكان تلك المنطقة المحلية المترامية الاطراف.

لقد طال انتظاره إقامة سد بهذا الحجم والفوائد التي سيقدمها لعشرات ملايين الأشخاص الذين يستخدمونه مباشرة وغير مباشرة. ومع ذلك ، فإن الرحلة الطويلة نحو تحقيق هذا المشروع الكبير بدأت بالفعل قبل أكثر من خمسين عاما عندما شرع البريطانيون والمصريون سويا ببناء أول نسخة منه بين الأعوام ١٨٩٨ - ١٩٠٢ م . رغم كونها محاولة رائدة لتحسين إدارة النظام البيئي للنهر إلا أنها ظلت غير قادرة على احتواء تدفق المد والجزر الطبيعية بشكل فعّال وبالتالي ترك الكثير من المياه تتسلل خارج الحدود باتجاه البحر المتوسط بما قد يؤثر بنتائج كارثيه لاحقا لو حدث نقص مفاجئ بالموارد المائيه المستقبليه خاصة وإن معظم المواطنات المصريتان اعتمدن اساسيا عليه لحياة الصحراء شبه الجدباء والعواصف الرملية الدائمة والتي تهددت بزوال مجتمعاتها التقليدية القديمة ان لم يكن هناك حل جذري لهذه المصاعب البيئية الخطيرة آنذاك! ومن ثم جاء مشروع اعادة الاعمار مجددًا كرد فعل لمعالجة الوضع الحالي للحاجز القديم وكيف يمكن تطوير تكنولوجيات اخترعت حديثا لدعم نظام ري اكثر امان وصلابة مستخدماً خبرات العالم المتحضر آن ذاك لصالح الشعبEgyptian people's prosperity and sustainability hereafter!

وفي نهاية المطاف تحقق هدف الدولة الفتية حين قام الرئيس جمال عبد الناصر بافتتاح رسمي للسديالكبير وسط حضور شعبي كبير يوم ٢٦ يوليو عام ۱۹۷۱marking an unprecedented achievement in the history of modern Egypt that continues to shape its future till today thanks largely due то this remarkable engineering marvel !


عاشق العلم

18896 Blog indlæg

Kommentarer